responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل العشرة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 179


التي جعلها الشارع علَّةً لمسبّبات خاصّة مثل الجنابة والحيض ومسّ الميّت التي كلّ منها علَّة لوجوب الغسل عند حصولها ، وإمّا الأوامر والنواهي التي هي علَّة للوجوب والحرمة ، ولمّا كان كلّ منهما مربوطاً بتحقيق الإرادة والكراهة القائمتين بنفس الآمر والناهي في غير مبدأ المبادئ - جلَّت عظمته فإنّ الأوامر والنواهي معلولات أو ظهورات للإرادة والكراهة ، والأسباب الشرعية أسباب للأوامر والنواهي فلا بدّ من صرف الكلام إلى متعلَّق الإرادة والكراهة وكيفية تعلَّقهما به حتّى يتضح ما هو الحقّ الصراح .
بيان متعلَّق الإرادة والكراهة وكيفيّة تعلَّقهما به فنقول : إنّ الإرادة والكراهة وغيرهما من ذوات الإضافات لا تتشخّص بنفس ذاتها ، بل يكون تشخّصها بمتعلَّقاتها ، فحينئذٍ تصير في الوحدة والكثرة تابعة للمتعلَّقات ، فلا يمكن أن يتعلَّق حبّ أو بغض أو إرادة أو كراهة بشيء واحد مرّتين سواء كان صِرف الوجود ، أو حقيقة الوجود ، أو ما شئت فسمّه فيكون محبوباً أو مبغوضاً أو مكروهاً مرّتين ، فإذا قيل : « إن بلتَ فتوضّأ » و « إن نمتَ فتوضّأ » فلا يمكن أن تكون حقيقة الوضوء مورداً لإرادتين إلَّا أن يكون الوضوء الثاني متقيّداً بقيد قبل تعلَّق الإرادة به ، فيصير متشخّصاً آخر تتعلَّق به إرادة أخرى .
ولا يمكن أن تكون نفس الإرادة مشخّصاً للمراد إلَّا الإرادة التكوينية التي للمبادئ العالية وذلك لأنّ الإرادة في غيرها حالة إجماعية أو همّة نفسانية حاصلة عقيب الشوق التامّ الحاصل للنفس عقيب تصوّر الموضوع والتصديق بفائدته ، وما لم تتصوّر النفس الموضوع بحدوده ولم يصر في الشعبة القضائية للنفس موردَ القبول والتصديق ، لم يتعلَّق الشوق به ، وما لم يتعلَّق الشوق التامّ به

179

نام کتاب : الرسائل العشرة نویسنده : السيد الخميني    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست