فقال له عليه السلام العمري [1] ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي وما قال عني فعني يقول فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون . ولا يخفى ان الاستدلال بالتوقيع المبارك على شرطية الحياة في مرجع التقليد ابتداء ، لا يتوقف على أن يراد من الحوادث الواقعة خصوص الشبهات الحكمية ، بل لو أريد بها الأعم منها ومما يرجع إلى باب المرافعات والمنازعات يتم الاستدلال به أيضا . وأما ما قيل من ان قوله روحي فداه « فإنهم حجتي » في مقام تعليل الحكم والعلة المذكورة مطردة في الطائفتين ( الاحياء والأموات ) ففيه انه في مقام أنشأ الحجية لهم بهذا الكلام لا الاخبار عن الحجة ولا معنى لإنشاء الحجية لهم بالنسبة إلى الأموات ولعله بما ذكرنا يظهر صحة الاستدلال على اعتبار الحياة في المرجع بكل ما ورد من الاخبار في بيان أصل التقليد منطوقا ومفهوما مثل ما دل على وجوب اتباع قول
[1] العمرى بفتح العين المهملة وسكون الميم ، هو الشيخ الجليل المأمون على الدين والدنيا عثمان بن سعيد الأشعري أحد السفراء الناحية المقدسة بعد أن تولى ذلك المنصب الرفيع عن قبل أبيه وجده عليهم السلام ، وكانت توقيعات صاحب الأمر جعلنا من كل مكروه فداه ، تخرج على يديه وابنه أبي جعفر محمد إلى شيعته وخواص أبيه بالأمر والنهى وأجوبة المسائل ، وقبره بالجانب الغربي من بغداد