ويشهد لكون المراد بالحوادث الشبهات الحكمية . انه أمر بالرجوع إلى الرواة فيما كان الناس يرجعون إلى الأئمة عليهم السلام في عصر حضورهم ، ومن المعلوم انهم عليهم السلام لم يكونوا متصدين إلا لبيان الأحكام الشرعية دون الأمور القضائية ، فدلالة التوقيع المبارك على اعتبار الحياة في المرجع في غاية الوضوح فان المأمور به هو الرجوع إلى الرواة والعلماء لا إلى رواياتهم عن الأئمة عليهم السلام وما قيل من ان الرجوع في المسائل الشرعية إلى العلماء من بديهيات الإسلام من السلف إلى الخلف ، فهو مما لم يكد يخفى على مثل إسحاق بن يعقوب حتى يكتبه في عداد مسائل أشكلت عليه مدفوع بوقوع مثل ذلك عمن هو أجل منه ، فإن أحمد بن إسحاق [1] ( المعدد ومن السفراء والأبواب ) قال سألت أبا الحسن الهادي عليه السلام وقلت من أعامل ؟ أو عمن آخذ ؟ وقول من اقبل ؟
[1] هو الشيخ الجليل احمد بن إسحاق بن عبد اللَّه بن ما لك الأشعري شيخ القميين ووافدهم ، روى عن الجواد ، والهادي عليهما السلام وكان من خاصة أبي محمد العسكري عليه السلام ، ورأى صاحب الأمر روحي فداه . قيل مرض عند ذهابه إلى قم في قرية حلوان المدعو الآن ( بپل ذهاب ) واقعة في طريق كرمانشاهان وبغداد ) وتوفى بها ودفن قرب نهر تلك القرية على بعد نحو الف قدم من جهة الجنوب .