من حيث الوجوب والاستحباب ، وحيث ان ذا الغاية كان واجبا كانت الغاية واجبة الثاني ان كلمة لعل إذا وقعت في مفتتح كلام الواجب تعالى ، فالمراد منها محبوبية مدخولها ، كقوله تعالى : « فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ » وإذا وقعت في الأثناء في مساق أدوات التعليل ، يكون ما بعدها علة غائية لما قبلها سواء كان في التكوينيات أو في التشريعيات ، وسواء كان ما بعدها من الأفعال الاختيارية أو غيرها ، فان كان من الأفعال الاختيارية القابلة لأن يتعلق بها الإرادة الفاعلية ، والإرادة الأمرية ، فلا محالة يكون مطلوبا بعين مطوبية ما قبلها ، وحيث ان ما قبلها أي التفقه والإنذار كانا واجبين لتعلق التكليف بهما ، كان ما بعدهما أي الحذر واجبا ثم ان المراد من الحذر ليس مجرد الخوف النفساني ، بل المراد العمل الجوارحي الناشئ عن الخوف النفساني ، وهو الانبعات عن البعث ، والانزجار عن الزجر إما بذكر السبب وإرادة المسبب ، أو بدعوى ان المتبادر والمنساق إلى الذهن في كل مقام أطلق الحذر هو العمل الجوارحي سواء كان الإطلاق بمادة الحذر ، كقولك حذر نفسك عن الأسد ) أو بغيرها كقولك إياك والأسد ضرورة عدم كون المراد في تلك المقامات مجرد الخوف النفساني عن الأسد بل المراد الفرار من الأسد