وبالجملة بعد الفراغ عن حجية الظواهر كتابا ، وسنة وحجية الأخبار الموثوقة الصدور ، لا احتياج إلى معرفة مسائل علم الرجال « الا إلى معرفة عدة مسائله المهمة على الوجه الذي ذكرناه والظاهر ان بناء شيخنا العلامة الأنصاري ( خريت صنعة الأصول ) كان على ذلك . وتشهد له القضية الواقعة بينه وبين بعض أهل الرجال في عصر حجة الإسلام الشفتي الأصفهاني قده .
إجمال القضية ان الشيخ قده حضر عند السيد في أصبهان فاستخبره السيد فوجده بعد المناظرة عالما متبحرا في الفقه والأصول ، ومع ذلك بعث إليه رجلين من علماء الرحال فلم يجداه مسلطا في ذلك العلم ، ولذا لم يصدق السيد اجتهاده حسب ما أدى إليه نظره من لزوم معرفة قواعد علم الرجال جلها وقيل : ان الوجه فيما صنعه الشيخ الأعظم ( من إبراز عدم السلطة في علم الرجال مع كونه عالما بقواعده ) هو التنبيه على عدم الاحتياج إلى معرفة جميع مسائله وكفاية معرفة عدة من مسائله المهمة كما أشرنا وكيف كان فبعد ثبوت حجية الروايات الموثوقة الصدر وبجهاتها المذكورة ( من الصدور ووجه الصدور والدلالة ، والظهور ومعرفة المقدار اللازم من قواعد الرجال ) يصح له استنباط الاحكام

21