الثاني ان اللفظ إذا كان مشتركا بين وزنين أحدهما ضعف الأخر وكان كل واحد شائعا متعارفا وقد جعل ذلك اللفظ في رواية مضافا إليه عدد خاص من الوزن موضوعا لحكم وفي رواية أخرى مضافا إليه نصف ذلك العدد موضوعا لنفس ذلك الحكم كما في المقام فالعرف لا يرى تنافيا وتعارضا بينهما . بل ولا إجمال فيهما ، بل يجعل كل واحد منهما قرينة على المراد من الأخر فيجمع بينهما بحمل اللفظ في أحدهما على أحد المعنيين ، وفي الأخر على المعنى الأخر الممكن جمعه مع الأول فالمراد بالرطل في المرسل هو العراقي ، وفي الصحيح هو المكي الذي كان ضعف العراقي ، وهذا الجمع أسهل من الأول لكونه أمرا متعارفا عند العرف . الثالث ان المراد بالرطل في الصحيح هو المكي بقرينة كون محمد بن مسلم طائفيا والطائف من توابع المكة ، والظاهر ان الإمام عليه السّلام الحكيم العالم بكل اصطلاح لا يكون مكالمته مع كل مخاطب الا بمصطلحه وان المراد بالرطل في المرسل هو العراقي لكون ابن أبي عمير عراقيا والرطل العراقي نصف المكي ، والمكي ضعف العراقي بالاتفاق . وأورد على هذا الوجه سيدنا الأستاد قدس بان ابن أبي عمير لم يكن مخاطبا للإمام ع ، وانما نقله عن بعض أصحابنا ، ولم يعلم ان ذلك البعض