responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل الأحمدية نویسنده : الشيخ أحمد آل طعان البحراني القطيفي    جلد : 1  صفحه : 73


الالتفات .
وأمّا قوله : ( وهل يسمّى صاحبُهُ عاقلًا أم جاهلًا ؟ ) .
فقد مرّ عليك في الخبر الشريف [1] وغيره أنّ النكراء لا تسمّى عقلًا ، ولا يسمّى صاحبُها عاقلًا في لسان الشرع والحكماء والعقلاء الكملاء وإنْ سمّيت به عند العوامّ والجهلاء ، وإنّما تسمّى شيطنة ونكراء ، وصاحبُها شيطاناً ومنكراً وذلك لأنّ العقل قوّة نورانيةٌ شريف الذات نقي الصفات يدعو للعلم والعمل المنجيين والمثمرين للسعادة الأُخرويّة . والشيطنة والنكراء قوّةٌ مظلمةٌ تدعو للمال والأمل المهلكين وملازمةِ الشرور والمنافع الدنيويّة وإنْ ترتّبت عليها الشقاوة السرمديّة . وإنّما صارت شبيهةً بالعقل لما يصدر عنها من جودة التدابير وسرعة التقادير ، ولا يلزم من ذلك كونُها مثله لجواز أنْ يشارك الضدُّ ضدّه في بعض الأمور والأحكام .
فالجهلاء لفقد بصيرتهم عن تلك الأنوار مع سماعهم بأنّ للإنسان عقلًا هو مبدأ الفطانة يضعون اسمَ العقل في غير موضعه ، ويسمّون هذه النكراءَ والشيطنةَ عقلًا ويعدّون أهلها من العقلاء .
وأمّا الكُملاء فيعرفون بنور تلك البصيرة تباينَ القوّتين ذاتاً وصفةً تباين النور والظلمة ، ولا يسمّون صاحبها عاقلًا ، بل شيطاناً مريداً وجبّاراً عنيداً ، بل جاهلًا في أمر الآخرة بليداً ، كما لا يسمّون الزنبور عاقلًا مع أنّه يصدر عنه في صنعة بيوته ما يعجز عنه فحولُ الهندسة ، من الكيفيّات المثلَّثة والمخمّسة والمسدّسة .
وممّا يدلّ على كون المخالف لهذا العقل جاهلًا قولُ الكاظم عليه السلام في حديث هشام بن الحكم : « كفى بك جهلًا أنْ تركبَ ] [2] ما نُهيتَ عنه » [3] .
وفي ( البحار ) نقلًا من كنز الكراجكي : قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله : « إنّ العاقل مَنْ أطاعَ الله وإِنْ



[1] الكافي 1 : 11 / 3 ، معاني الأخبار : 239 - 240 ، المحاسن 1 : 310 / 15 .
[2] نسخة « ب » والمصدر ، وفي « أ » : ( تركت ) ، وهو سهو ظاهر .
[3] تُحف العقول : 386 ، البحار 1 : 136 / 30 .

73

نام کتاب : الرسائل الأحمدية نویسنده : الشيخ أحمد آل طعان البحراني القطيفي    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست