responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسائل الأحمدية نویسنده : الشيخ أحمد آل طعان البحراني القطيفي    جلد : 1  صفحه : 72


عقلًا وشرعاً . وهي من جنود الجهل وحزب الشيطان ، وبها فشى الظلمُ والعدوان ونشا الفسقُ والعصيان والجرأةُ على مخالفة الرّحمن والمحادّة لأولياءِ الملك الديّان .
وأمّا قوله : ( وإنْ كانت سُلبت منهم عقولُهُم فما تكليفهم حينئذٍ ولا عقلَ لهم ) .
فالجواب : أنّ العقل الذي هو مناط التكليف المقابل للجنون المسقط له حاصلٌ فيهم ، فالتكليفُ ثابتٌ عليهم لوجود مقتضياته وزوال موانعه ، وإنّما المسلوبُ عنهم شرعاً اسم العقل العلمي والعملي اللذين هما المنجيان وتترتب عليهما عبادة الرّحمن واكتسابُ الجنان لصرفهم تلك القوّة في طاعة الشيطان .
وأمّا قوله : ( وإنْ كانت عقولُهم لم تزلْ فيهم . . إلى قوله - : فما الفائدةُ في وجود شيءٍ لا نفعَ فيه ؟ ) .
فالجواب عنه يعرف من الجواب عن سابقه ، وهو أنّ العقل الذي هو مناط التكليف ثابتٌ فيهم ، مع أنّ تلك القوّة النظريّة لم تزل عنهم بالكليّة ، بل أصلها ثابت ، وإنْ كان فرعها لعدم العمل بمقتضاها غيرَ ثابت ، فَمَثَلُهم كمثل مَنْ ملَّكه الله أرضاً جيّدة صالحةً لجميع الحرث والغرس بحسب الإرادة ، وماءً نابعاً صالحاً لسقيها في كلّ وقت أراده فأهملها حتى استولى عليها الخراب فسلبها عن الإفادة ، فاللومُ إنّما يتوجّه عند العقلاء عليه بحسب الإهمال ، ويعدُّ من أهل الاستطاعة دون الفقر والإقلال ولو لقدرته على تلافي تقصيره في العمارات ، ولو بالتدريج في كثيرٍ من الأوقات .
وكَمثل مَنْ كانت له جوهرة غالية في غاية الجودة والصفاء والحسن والغلاء ، فاستعملها فيما يوجب لها الحقارة ويزيل عنها الصفاء والنضارة ، ومَنْ عنده مِسْكة أو عنبرة ، فألقاها في المواضع القذرة ، حتى أذهبت منها الرائحة العطرة .
ولا شكّ أنّ من هذا شأنه يستحقّ بحسب الحكمة الإهانةَ على تفويته تلك الإصانة ، ويوجب عليه العقلاء المبادرةَ إلى ما يعيدها سيرتها الأولى بأنواع المعالجاتِ ولو في كثيرٍ من الأوقات . . إلى غير ذلك من الأمثال الظاهرة لذي

72

نام کتاب : الرسائل الأحمدية نویسنده : الشيخ أحمد آل طعان البحراني القطيفي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست