أبي عبد الله عليه السلام ، في حديثٍ قال فيه : « لا تصلِّ خلف مَنْ يشهد عليك بالكفر ، ولا خلف مَنْ شهدت عليه بالكفر » [1] . أقول : والمراد بهم أمّا العامّة العمياء كما صرّح به بعض الأكابر أو الأعمّ منهم ممّن حكم عليه بالكفر من منتحلي الإسلام ظاهراً ، وحكم به على مخالفته من أهل الحقّ عناداً ، كما هو الظاهر . ( 5 ) ومنها : النهي عن الصلاة خلف مَنْ يتولَّى ولا يتبرّأ . ويدلّ عليه أيضاً مع ما مرّ ما رواه الشيخ صحيحاً عن إسماعيل الجعفي ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : رجلٌ يحبّ أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يتبرّأ من عدوّه ، ويقول : هو أحبّ إليّ ممّن خالفه . فقال : « هذا مُخَلِّط ، وهو عدوّ ، فلا تصلِّ خلفه ولا كرامة ، إلَّا أنْ تتّقيه » ( 2 ) . والظاهر أنّ المراد بهم البتريّة ، أصحاب كثير النواء ، والحسن بن صالح بن حيّ ، وسالم ابن أبي حفصة ، والحكم بن عتيبة ، وسلمة بن كهيل ، وثابت الحداد . وهم فرقةٌ من الزيديّة دعوا إلى ولاية عليّ عليه السلام ، ثمّ خلطوها بولاية الأوّليْنِ وإمامتهما ، ويبغضون الثالث وطلحة والزبير وعائشة ، ويرون الخروج مع ولد عليّ عليه السلام ، ويثبتون لكلّ من خرج منهم الإمامة ( 3 ) . وعلَّة تسميتهم البتريّة ما رواه الكشّي في كتاب ( الرجال ) عن سدير ، قال : ( دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء وجماعة معهم . وعند أبي جعفر عليه السلام أُخوة زيد بن علي عليه السلام ، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام : نتولَّى عليّاً وحسناً وحسيناً ، ونبرأ من أعدائهم ؟ . قال : « نعم » . قالوا : نتولَّى أبا بكر وعمر ، ونبرأ من أعدائهما ؟
[1] التهذيب 3 : 28 / 97 . ( 2 ) فرق الشيعة : 69 - 70 . ( 3 ) رجال الكشّي 2 : 505 / 429 .