قال : فالتفت إليهم زيد بن عليّ عليه السلام ، وقال لهم : ( أتتبرَّؤن من فاطمة ! بترتم أمرنا ، بتركم الله ) فيومئذٍ سمّوا البتريّة [1] . أقول : يعني أنّهم قطعوا حبل ولاية عليّ عليه السلام بولايتهم لعدوّه لأنّ الله تعالى جعل البراءة جزءاً من الدين كما في كثيرٍ من الآيات والروايات ، ولهذا قدّم في كلمة التوحيد النفي على الإثبات ، وقال تعالى : * ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِالله والْيَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ الله ورَسُولَهُ ) * [2] . ومثلها غيرها من الآيات . ويجوز أنْ يراد بهم أيضاً المعتزلة الذين يفضّلون أمير المؤمنين عليه السلام على الثلاثة ، ويقدّمونهم عليه في الخلافة ، وإنْ لم يوجدوا في زمن الخطاب لعلمه عليه السلام بوجودهم في مستقبل الأحقاب ، والله العالم بالصواب . ( 6 ) ومنها : النهي عن الصلاة خلف الواقفي . ويدلّ عليه أيضاً ما رواه الشيخ صحيحاً عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، أنّه كتب إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام : أتجوز الصلاة خلف مَنْ وقف على أبيك وجدّك ؟ فأجاب : « لا تصلِّ وراءه » ( 3 ) . مضافاً للأخبار المتكثّرة بكفر المخالفين للعترة المطهّرة ، ومنكري ولايتهم المقرّرة . والواقفي : نسبة للواقف ، والمراد به من ساق الإمامة للكاظم عليه السلام أو الرضا عليه السلام ، ووقف عليهما ، كما يشهد به هذا الصحيح ، لأنّ المراد بأبي جعفر عليه السلام هو الجواد عليه السلام ، والأغلب استعماله في مَنْ وقف على الكاظم عليه السلام ( 4 ) . وسبب وقفهم كما في الكشّي ( 5 ) - : أنّه اجتمع ثلاثة آلاف دينار عند الأشاعثة من زكاة أموالهم وغيرها ، فحملوها إلى وكيلين للكاظم عليه السلام بالكوفة ، حيّان السرّاج وآخر معه ، وهو عليه السلام في الحبس ، فاتّخذوا بذلك الدور ، واشتروا الغلَّات .