ويدلّ عليه أيضاً ما رواه الصدوق ، والشيخ ، بإسناديهما إلى أبي ذر رحمه الله ، قال : « إنّ إمامك شفيعك إلى الله ، فلا تجعل شفيعك سفيهاً ، ولا فاسقاً » [1] . وأبو ذر رحمه الله وإنْ لم يسنده إلى النبيّ صلى الله عليه وآله ، أو أمير المؤمنين عليه السلام ، إلَّا إنّه صادق اللهجة ، بشهادة الحديث المشهور بين الأمّة [2] ، مع اعتضاده بما روي عنه صلى الله عليه وآله : « إنّ أئمّتكم وفدكم إلى الله ، وشفعاؤكم إليه » [3] . و ( السفيه ) يطلق على الجاهل بالأحكام ، والمبذّر الذي يصرف ماله في غير غرضٍ صحيح ، وعلى من يستطيل على مَنْ دونه ويخضع لِمَنْ فوقه ، كما ذكره الفخر في مجمعه واستقرب إطلاقه على الذي لا يبالي بما قال ، ولا ما قيل فيه [4] . أقول : ولو أُريد به المخالف أيضاً لم يكن بعيداً من الصواب لإطلاقه عليه في كثيرٍ من أخبار الأطياب . فعلى ما ذكرنا ينكشف عن وجه المنع الحجاب ، وأمّا على تلك المعاني فلعلَّه للإخلال بالعدالة ، مضافاً إلى ورود النصّ به ، وكفى به مثبتاً للمقالة . وفي ( الجواهر ) : ( عن جماعةٍ : كراهة إمامة السفيه ) [5] . وعن ( التذكرة ) الإشكال في إمامته [6] . لكنّه إنّما يتمّ على عدم اشتراط المروّة في العدالة ، أمّا عليه فلا مناص عن التحريم ، مضافاً لنبوِّ ذلك المنصب العظيم عن ذلك الوصف الذميم . ( 4 ) ومنها : النهي عن الصلاة خلف مَنْ تشهد عليه بالكفر ، ويشهد عليك به . والوجه فيه بعد الإجماع بقسميه على اشتراط الإيمان ظاهر لا يشتبه . ويدلّ عليه أيضاً ما رواه الصدوق ، بإسناده عن محمّد بن علي الحلبي ، عن
[1] كنز العمّال 11 : 666 / 33220 . [2] قرب الإسناد : 77 / 250 ، ولم يرد فيه : « وشفعاؤكم إليه » . [3] مجمع البحرين 6 : 347 سفه . [4] الجواهر 13 : 391 . [5] تذكرة الفقهاء 4 : 300 . [6] الفقيه 1 : 249 / 1115 .