إسم الكتاب : الرسائل الأحمدية ( عدد الصفحات : 417)
وكان يصلَّي بفناء الكعبة يرفع صوته ، وكان عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قراءته » . قال : « وكان يكثر ترداد بسم الله الرحمن الرحيم ، فيرفع بها صوته ، فيقولون : إنّ محمَّداً صلى الله عليه وآله ليردّد اسم ربّه » [1] . . إلى آخره . 27 ومنها : ما رواه فرات بن إبراهيم في تفسيره ، عن عمرو بن شِمْر ، قال : سمعت جعفر بن محمَّد عليه السلام يقول له بعضهم : إنّي أؤمّ قومي ، فأجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ؟ قال : « نعم ، حقٌ فاجهر بها ، قد جهر بها رسول الله صلى الله عليه وآله » ثمّ قال : « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن ، فإذا قام من الليل يصلَّي ، جاء أبو جهل والمشركون يستمعون قراءته ، فإذا قال : بسم الله الرحمن الرحيم ، وضعوا أصابعهم في آذانهم وهربوا . فإذا فرغ من ذلك ، جاؤوا واستمعوا » [2] . . إلى آخره . أقول : لا يخفى على مَنْ نظر ببصر بصيرته الصائبة ، وأعمل عامل فكرته الثاقبة ، ما دلَّت عليه هذه الأخبار من العموم لمحلّ الكلام ، والانطباق على ذلك والالتئام : أمّا الخبر الأوّل فقد تضمّن أنّها الحقّ ، ثمّ عقّبه بالأمر بالجهر بها ، فمفاد ذلك كما مرّ أنّها متى وقعت في موضع فأجهر بها ، فكما أنّ الجهر بالحقّ لا يختصّ بوقتٍ دون وقت من مواضعه المطلوب فيها ذلك ، فالبسملة كذلك . وأما الخبر الثاني والثالث فقد دلَّا على أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان يرفع بها صوته من غير تخصيص بإحدى الركعات ، بل ولا الأوقات ، مع أنّ الحاكي لفعله أبو جعفر عليه السلام ، فلو كان جهره صلى الله عليه وآله مخصوصاً بالأُوليين لخصّ الإخبار بالجهر فيهما فقط ، لكنّه عمّم المقال ، وترك الاستفصال ، فيفيد العموم بلا إشكال . وأمّا الخبر الرابع فقد تضمّن أنّ بعض أصحابه عليه السلام سأله عن الجهر بها في أيّ ركعة وقعت ، فأمره عليه السلام بالجهر بها كذلك ، وأخبره أنّ الجهر بها مطلقاً حقٌّ هنالك ، ثمّ علَّله -