شوكاتهم . وأجاب عنه بعض فضلائنا بأنّ ذلك إنّما كان أمارة الاستحباب ، وصرفاً للجهر عن الإيجاب . ولا يخفى على أُولي الألباب أنّ ما ذكرناه من الجواب أقرّ لساحة الصواب . 24 ومنها : ما رواه الثقة الجليل محمّد بن مسعود العيّاشي صحيحاً عن زرارة ، عن أحدهما عليهما السلام ، قال في بسم الله الرحمن الرحيم - : « هو الحقّ فاجهر به ، وهي الآية التي قال الله : * ( وإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ ) * بسم الله الرحمن الرحيم : * ( وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) * [1] كان مشركون يستمعون إلى قراءة النبيّ صلى الله عليه وآله ، فإذا قرأ : * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * نفروا وذهبوا ، فإذا فرغ منها عادوا واستمعوا » [2] . أقول : لعلّ المراد من قوله عليه السلام : « فإذا قرأ » : فإذا جهر بقرينة صدر الخبر ، وما مرّ ويأتي من أخبار الغرر . ولا يخفى ما دلّ عليه هذا الخبر الشريف والأثر المنيف من الحثِّ على الجهر بها في جميع الأوقات ، التي من جملتها بل أفضلها حالات الصلوات ، من غير تخصيص بإحدى الركعات ، كما يترجّح الجهر بالحقّ في جميع الأوقات ، إلَّا ما خرج بالدليل البات ، وقد مرّ في تذييل الخبر المروي من تفسير القمّي [3] ما فيه تأييدٌ وإثبات . 25 ومنها : ما رواه أيضاً في تفسيره عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : « كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، ويرفع صوته بها ، فإذا سمعه المشركون ولوا مدبرين » [4] . 26 ومنها : ما رواه في ( البحار ) نقلًا من تفسير العيّاشي ، عن زيد بن علي ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فذكر بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : « أتدري ما نزل في بسم الله الرحمن الرحيم » . فقلت : لا ، فقال : « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله كان أحسن الناس صوتاً بالقرآن ،
[1] تفسير العيّاشي 2 : 318 / 86 . [2] الحديث رقم 6 ص 313 . [3] تفسير العيّاشي 1 : 34 / 6 . [4] البحار 82 : 73 / 3 ، تفسير العيّاشي 2 : 317 - 318 / 85 .