هنا بالإيجاب ، جمعاً بينها وبين صحيح الحلبيّين الآتي في المبحث الثاني حيث قال عليه السلام : « إنْ شاء سرّاً ، وإنْ شاء جهراً » [1] ، وبقرينة الإجماع الصارفة عنه . وسيأتي إنْ شاء الله تعالى في بحث الاستدلال على الوجوب كمالُ المطلوب . 10 - ومنها : ما رواه المجلسي عطَّر الله مرقده في الجزء الرابع من ( البحار ) ، في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون ، من مَحْض الإيمان وشرائع الدين ، نقلًا من كتاب ( تحف العقول ) للثقة الجليل الحسن بن علي بن شعبة : ( إنّ المأمون بعث الفضل بن سهل ذا الرئاستين إلى الرضا عليه السلام ، فقال له : إنّي أحبّ أنْ تجمع لي من الحلال والحرام ، والفرائض والسنن ، فإنّك حجّة الله على خلقه ، ومعدن العلم . فدعا الرضا بدواة وقرطاس ، وقال للفضل اكتب : « بسم الله الرحمن الرحيم ، حسبنا شهادة لا إله إلَّا الله ، أحداً صمداً ، لم يتّخذ صاحبةً ولا ولداً ، قيّوماً ، سميعاً ، بصيراً ، قويّاً ، قائماً ، باقياً ، نوراً ، عالماً لا يجهل ، قادراً لا يعجز » . ثمّ ذكر كثيراً من الأُصول والفروع ، إلى أنْ قال عليه السلام : : « والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة مع فاتحة الكتاب . . » إلى آخر الخبر الجليل ، وهو حديث شريف طويل ، اقتصرنا منه على موضع الدليل . إلى أنْ قال عليه السلام : « . . فهذه أُصول الدين ، والحمد لله ربِّ العالمين ، وصلَّى الله على نبيّه وآله وسلم تسليماً » [2] . قال في ( البحار ) : ( ورأيت هذا الخبر برواية أُخرى ، عن أبي علي محمّد بن الحسين بن الفضل ، عن أحمد بن علي بن حاتم ، عن علي بن جعفر ، عن علي بن أحمد بن حمّاد والفضل بن سنان الهاشمي ، عن محمّد بن يقطين وإبراهيم بن محمّد ، رووا كلَّهم عن الرضا عليه السلام . وجمع بين الروايتين ، وإنْ كانت الأخيرة أوفق ، تركناها حذراً من التكرار ، وأوّل