ويؤيّده : أنّ جمعاً ممّن استدلَّوا به له يقتصرون على قول الراوي : ( فجهر مرّتين ببسم الله الرحمن الرحيم ) ويتركون آخره بناءً على أنّه أحد الأُمور التي شاهدها منه في تلك الأوقات . ومنها : أنّ تلك الصلاة كانت ثنائيّة كما هو ظاهر الخبر ، بناءً على جعل الظرف قيّداً للقنوت والجهر ، إلَّا إنّه عليه السلام ترك بسملة السورة في الركعتين تقيّةً كما هو مذهب بعض الشافعيّة بناءً على عموم التقيّة فيها ، أو أنّه عليه السلام ترك الجهر بالبسملة في السورة كما هو قول جلّ العامّة ، أو أنّه ترك السورة تقيّةً لكونه مذهب الشافعي وغيره من الجمهور ، أو أنّ الراوي كان مسبوقاً بركعةٍ ، أو أنّه لم يسمع جهر الإمام عليه السلام في إحدى الركعتين لكثرة الصفوف وبُعْده عنه ، إذ لا يجب على الإمام إسماع المؤمنين إذا كثروا لصحيح عبد الله بن سنان ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : على الإمام أنْ يُسْمع مَنْ خلفه وإنْ كثروا ؟ قال : « ليقرأ قراءة وسطاً ، يقول الله تبارك وتعالى : * ( ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولا تُخافِتْ بِها ) * » [1][2] . كما حمل عليه الشيخ خبر مِسْمَع البصري ، قال : ( صلَّيت مع أبي عبد الله عليه السلام فقرأ : * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) * [3] ، ثمّ قرأ السورة التي بعد الحمد ، ولم يقرأ : * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * ثمّ قام في الثانية ، فقرأ الحمد ولم يقرأ : * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * ثمّ قام في الثانية ، فقرأ الحمد ولم يقرأ : * ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * ) . حيث قال : ( لا ينافي هذا الخبر ما قدّمناه من تأكيد الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم لأنّه يتضمّن حكاية فعل ، ويجوز أنْ يكون مِسْمَع لم يسمع أبا عبد الله عليه السلام يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم لبُعْدٍ كان بينه وبينه ) [4] . انتهى كلامه ، علت في الخلد أقدامه . وكيف كان ، فالوجه الحسن في تقريب هذا الحسن هو ما قدّمناه أوّلًا .