إسم الكتاب : الرسائل الأحمدية ( عدد الصفحات : 417)
ويؤيّده : استدلال جمعٍ من أفاضل المحقّقين ممّن أمن عثارهم في التحقيق ، ولم يشق غبارهم في التدقيق ، كالسيّد السند [1] ، وبهاء الملَّة والدين [2] ، وغيرهما بهذا الخبر المأثور على القول المشهور ، وإلى الله تصير الأُمور . لكنّه إنّما يتمّ على ما اعتمدوه من الاقتصار على رواية ( التهذيب ) و ( الاستبصار ) ، ولكن قد رواه المجلسي في مزار ( البحار ) عن مؤلَّف ( المزار الكبير ) ومزار الشهيد ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال : ( صلَّى بنا أبو عبد الله عليه السلام في مسجد بني كاهل الفجر ، فجهر في السورتين ، وقنت قبل الركوع ، وسلم واحدةً تجاه القبلة ) [3] . انتهى . وهو صريحٌ في كون تلك الصلاة ثنائيّةً ، ووقوع الجهر بها في كلتا السورتين بكلٍّ من الركعتين . 5 - ومنها : ما رواه المحدّث الماهر المجلسي في ( البحار ) ، والمحدّث المحسن الكاشاني في ( الصافي ) في تفسير قوله تعالى : * ( وإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً ) * [4] ، نقلًا من تفسير الثقة الجليل محمّد بن عمر بن مسعود العيّاشي صحيحاً عن منصور بن حازم ، عن الصادق عليه السلام : « إنّه كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلَّى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، فيتخلَّف مَنْ خلفه من المنافقين عن الصفوف ، فإذا جاوزها في السورة عادوا إلى مواضعهم ، وقال بعضهم لبعض : إنّه ليردّد اسم ربّه ترداداً ، إنّه ليحب ربّه » [5] . . إلى آخره . أقول : لا يخفى على ذي لبٍّ خَلِي من الريب والرين ما دلّ عليه هذا الخبر الشريف من عموم الجهر بها في الأخيرتين ، كما يدلّ عليه إطلاق الخبرين الآتيين وغيرهما من أخبار سادات الثقلين . لا يقال : إنّ الخبر ظاهرٌ في الأُوليين لاشتماله على ذكر السورة ، وهي لا تكون في قراءة الأخيرتين .