سبيل اعتراض ، فيكون المراد من هذه الجملة : * ( أَحَلَّ الله الْبَيْعَ وحَرَّمَ الرِّبا ) * إنّ المرابين قالوا : لما ذا أحلّ الله البيع وحرّم الرِّبا في حين أنّهما داخلان تحت مقولة واحدة ؟ ولكنّ هذا التفسير بعيد ، ولا يتلاءم مع سياق الآية الشريفة ، وكيف كان ، فإنّ هذه العبارة دليل آخر على تحريم الرِّبا . ثمّ يضيف القرآن الكريم : أنّ كلّ من يسمع هذه الموعظة الإلهيّة وينتهي عن ممارسة الرِّبا ويتوب إلى الله فإنّه غير محاسب على ما سلف من أعماله ( لأنّ القانون لا يرجع في عمليّة التطبيق إلى الوراء ) ، وفي نفس الوقت أنّ أمره متروك إلى الله تعالى بأن يشمله بعفوه ورحمته : * ( فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ وأَمْرُهُ إِلَى الله ) * وهذه العبارة دليل ثالث أيضاً على تحريم الرِّبا . وفي ختام الآية الشريفة يصرّح القرآن الكريم بأنّ من يستمر بعد هذا البيان الإلهي في عمليّة الرِّبا فإنّه من أهل النار خالداً فيها : * ( ومَنْ عادَ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) * وهذا التعبير أيضاً دليل رابع مؤكَّد على حرمة الرِّبا ، وعلى هذا الأساس فإنّ الآية الشريفة هذه مع ما فيها من العبارات المختلفة حرّمت الرِّبا في أربع أشكال أدبيّة ، ولم تبق أدنى شك وترديد لذلك . سؤال : وهنا يُطرح سؤال وهو : إنّ الخلود ( أي الخلود في النار ) يختصّ بمن يفارق هذه الدنيا عارياً من الإيمان ، أمّا المؤمنون الذين يرتكبون الكبائر من