الذنوب فإنّهم غير مخلَّدين في النار ، فعند ما يلاقون جزاءهم يوم القيامة ، ويذوقون طعم العقوبات الأخرويّة على تلك الذنوب ، ويتخلَّصون من أدران الآثام ورسوبات المعاصي تصبح لديهم اللياقة والقابلية على دخول الجنّة ، وسوف يشملهم العفو الإلهي ويتخلَّصون من العذاب . إذاً ، فلما ذا ذكرت الآية الشريفة الخلود في النار للمرابين ؟ الجواب : يمكن الإجابة على هذا السؤال بطريقين : الأوّل : أنّ أثم الرِّبا يكون عظيماً وشديداً إلى درجة أنّ المرابي يخرج من الدنيا وهو عديم الإيمان بالله تعالى ، وليس في قلبه ذرّة من الاعتقاد بالغيب ، كما ورد ذلك في قتل النفس البريئة ، فإنّ القرآن الكريم أوعد القاتل بالخلود في جهنّم أيضاً : * ( ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها . ) * [1] . والآخر : أنّ هذا الخلود لا يعني الدوام والأبديّة بالمعنى المتعارف ، بل يعني أنّه يقبح في النار لمدّة طويلة جدّاً ( ويمكن أن يكون المعنى الثاني معنىً مجازياً وارداً مع قرينة ، أو أنّه أحد المعاني الحقيقيّة لمفردة الخلود ) وعلى هذا الأساس يبيّن القرآن الكريم أنّ المرابين الذين يغادرون هذه الدنيا في حال كونهم مؤمنين سيكون جزاؤهم عسيراً ، وسيمكثون مدة مديدة في نار جهنّم . * * * 2 - يقول القرآن في سورة البقرة الآية ( 276 ) :