responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الربا والبنك الإسلامي نویسنده : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 8


هذه الآية الكريمة تشبّه في البداية حال المرابين يوم القيامة بالمجانين ، أو الأشخاص الذين أُصيبوا بالصرع بحيث لا يمتلكون القدرة عند ورودهم عرصات المحشر على استعادة توازنهم والمحافظة على تعادلهم ، فتراهم يترنحون في مشيتهم كالسكارى ، ويتقدمون خطوة ويقعون بعدها ، وهكذا . وهذا التمثيل لحالهم في عرصات القيامة يحكي عن تجسّم الأعمال في ذلك الموقف ، فالأشخاص الذين يخلَّون في الدنيا بالتوازن الاقتصادي في المجتمع عن طريق الرِّبا يُبعثون ويُحشرون على هيئة السّكارى والمجانين ، فلا تستقيم حركاتهم ولا تتزن أبدانهم ولا تثبت على الصراط أقدامهم ، ممّا يلفت إليهم أنظار القاصي والداني من أهل المحشر . هذا الجزاء الأليم يعتبر أحد الأدلَّة على حرمة الرِّبا ، ثم يضيف القرآن الكريم : إنّ هذه العقوبة المخزية نتيجة أنّهم كانوا يقولون : * ( إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا ) * في حين أنّهم يعلمون أنّ الأمر ليس كذلك ، لأنّ المعاملات المشروعة تسير جنباً إلى جنب مع مصلحة المجتمع والإنسان ، وإذا عادت بالفائدة والربح على البائع أو المشتري ، فإنّها تعود كذلك على المجتمع أيضاً ، وترفع احتياجات أفراده ، في حين أنّ المرابين ( كحشرة البعوض ) التي تمتص دماء الناس وتعيش على حساب خيرهم وصلاحهم ، فالمعاملات الرّبويّة تبعث على تراكم الثروات العظيمة لدى عدّة معدودة دون تقديم خدمة إلى المجتمع ، وبهذا الدّليل كان البيع حلالا شرعاً والرِّبا حراماً كذلك : * ( وأَحَلَّ الله الْبَيْعَ وحَرَّمَ الرِّبا ) * .
بعض المفسّرين احتمل أنّ الجملة الآنفة الذكر من كلام المرابين على

8

نام کتاب : الربا والبنك الإسلامي نویسنده : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست