أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال بعد نزول هذه الآية ( ألا كلُّ ربا من ربا الجاهلية موضوع ، وأوّل ربا أضعه ربا العبّاس بن عبد المطلب ) - ومن هنا يُعلم أنّ العباس كان من المرابين في الجاهلية . ونخلص أنّ المعاملات الرّبويّة كانت متفشّية بين الناس قبل نزول هذه الآيات الكريمة ، ثمّ تمّ تحريم الرِّبا بشكل جدّي ومؤكد بعد نزول هذه الآيات ، وكذلك تهديد المرابين باستعمال القوّة العسكرية ضدّهم ، وأنّه ليس لهم الحق سوى في استرجاع رؤس أموالهم من الناس لا أكثر . وآخِر ملاحظة حول هذه الآية الشريفة هي عبارة : * ( لا تَظْلِمُونَ ولا تُظْلَمُونَ ) * التي تعتبر شعاراً مهماً وقانوناً إسلاميّاً عامّاً ، فمع أنّ موردها هو الرِّبا والمرابين ، إلَّا أنّ هذا الأصل القرآني له دلالة على أنّه ، لا ينبغي لأحد أن يظلم الآخرين ، أو أن يقع مظلوماً من قبلهم . وبعبارة أُخرى : لا تَظلم ، ولا تخضع للظلم ، فإنّ كِلا الأمرين يعتبر رذيلة وإثم ومخالفة ، فلو أنّ المسلمين في جميع أقطار العالم التزموا بهذا الشعار المهم في كلّ بلد إسلامي ، وطبّقوه على الصعيد الاجتماعي ، فسوف لا يقعون في حبائل وشراك الصهاينة المغرورين ، والقساة المعتدين الذين لا يعترفون بشيء من المقدسات ، ولا يحترمون شيئاً من القيم ولا يفهمون سوى منطق القوّة ، وسوف لا يقعون ضحيّة الاستعمار والدّول الكبرى التي تستأثر بخيراتهم وتنهب ثرواتهم [1] .
[1] وللمزيد من التوضيح حول الآيات الأربع أعلاه عليك بمراجعة تفسير الميزان والتفسير الأمثل حول هذا الموضوع .