5 و 6 : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً واتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، واتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ ) * [1] . هاتان الآيتان - على خلاف الآيات السابقة - ناظرتان إلى قسم خاص من الرِّبا ، وهو الرِّبا المضاعف ، يعني أنّ الآية الشريفة حرّمت الرِّبا المضاعف ، لا كلّ أقسام الرِّبا ، ولا يعني أنّ بقيّة الأقسام تكون مباحة وجائزة ، بل إنّها ساكتة عن بيان حكمها . وبالنسبة إلى تفسير الرِّبا على شكل : * ( أَضْعافاً مُضاعَفَةً ) * هناك بحث بين المفسّرين ، وفيه عدّة أقوال : 1 - قول المشهور ، والذي أخذ به كثير من المفسّرين ، وهو أنّ المدين عند ما لا يستطيع تسديد دينه للمرابي في الموعد المحدّد ، فإنّه يقوم بتأخير الدَيْن إلى مدّة أخرى ، ولكن مع إضافة قسط من الربح والفائدة على رأس المال فقط ، مثلا إذا كان بذمته مائة ألف درهم لمدّة سنة واحدة على أن يسدّد عند تمام السنة مائة وعشرين ألف درهم لصاحب المال ، فلو أنّ المدين لم يتمكن من الوفاء بدينه ، فإنّ الدائن يقوم بتمديد المدّة إلى سنة أخرى بعد أن يضيف عليه عشرين ألف درهم آخر كربح لأصل المال ، ويشبه إلى حدٍّ كبير ما تقوم به بعض المؤسسات من إضافة مقدار من المال بعنوان غرامة التأخير والتي ليست لها مشروعيّة إطلاقاً . 2 - التفسير الأقرب إلى مدلول الآية الشّريفة ، أنّ كل من رأس المال والفائدة المترتبة عليه في حالة تأخّر التسديد إلى السنة اللاحقة يكونان