ويخلخل أواصر الروابط الاجتماعية ، ويقود المجتمع نحو الفساد والانحطاط ، لأنّ مردودة التخريبي لا يقتصر على الفرد المرابي فحسب ، بل يسري شرره إلى سائر أفراد المجتمع ، وسوف يحترق المرابون أنفسهم بنار الفقر التي أوقدوها للآخرين ، ويحرقون معهم زبائنهم ومن يتعامل معهم ، ومن العسير في الواقع العملي أن يعيش أفراد المجتمع المنحط والمتردّي في أودية الرذيلة سعداء . وكيف كان ، فإنّ صدر الآية الشريفة هو بمثابة تقريع وتهديد للمرابين ، وآخرها - يعني عبارة : * ( والله لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) * - فيه إشارة واضحة ودلالة بيّنة على حرمة الرِّبا ، لأنّ في هذا المقطع من الآية الكريمة ينسب القرآن الكريم الكفر للمرابين ، وكذلك ينسب إليهم سمة ( الأثيم ) التي تؤكد معنى الكفر . 3 و 4 - في الآيات - 278 - و - 279 - من سورة البقرة نلاحظ مسألة تحريم الرِّبا بوضوح أشدّ وأكثر ، فأوّلا يتوجه القرآن الكريم في حديثه إلى جميع المؤمنين ، ويؤكد لهم الأمر الإلهي في النهي عن الرِّبا : * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * . والجدير بالذكر أنّ الآية الكريمة تخاطب المؤمنين في بدايتها ، وكذلك في آخر الآية تشير إلى أنّ ترك الرِّبا يعدّ من علائم الإيمان بعد الأمر بجملة : * ( ذَرُوا ) * ، والأمر يدلّ على الوجوب وخاصّة ، بعد إلحاقها بعبارة : * ( إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) * . هذه الآية نزلت في وقت كان الرِّبا قد حطَّ بجرانه وخيّم بظلامة على