ونخلص بذلك إلى أنّ طرح مثل هذه المباحث في الكتاب والسنّة وبهذا الوسع دليل على جواز البحث والتفكَّر في هذا الموضوع ، وإلَّا لم يكن القرآن الكريم ليطرح هذا الموضوع ، ولم تكن الرّوايات الإسلامية لتبحث في هذا المجال . 2 - كما أنّ قول المعصومين ( عليهم السلام ) وفعلهم حجّة لنا ، فكذلك تقريرهم ( عليهم السلام ) يعتبر أيضاً حجّة ، ونجد في التاريخ الكثير من صحابة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو أصحاب الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) سألوا هؤلاء المعصومين عن علل الأحكام ، فكانوا ( عليهم السلام ) يجيبونهم بأجوبة مقنعة وواضحة ، وهذا المعنى إمضاءٌ عملي من جانب المعصومين ( عليهم السلام ) بالنسبة إلى هذا النمط من التساؤل والتفكير ، وإلَّا لكان المفروض منعه والردع عنه بشكل من الإشكال . النتيجة ، وطبقاً للدليلين أعلاه نستطيع إجمالا أن نبحث حول مصالح ومفاسد الأحكام ونطَّلع على غاياتها ، وهذا المعنى مجاز قطعاً ، إلَّا أنّ هذا المعنى لا يبيح لنا الإعراض عن الأحكام التي لم ندرك غاياتها ، وإهمال ما لم نفهم مغزاه ونكتشف علَّته . فائدة البحث عن الغاية وعلل الأحكام رأينا أنّ البحث في علل الأحكام من الأمور المشروعة والمباحة للمكلفين ، وبما أننا نعلم أنّ الله تعالى حكيم ولا يقرّ حكماً من الأحكام دون غاية وحكمة ، فليست أحكامه عبثاً ، بل إنّ جميع الشرائع المقدّسة والقوانين السماويّة مرسومة طبقاً لملاكات خاصة ووفقاً للمصالح والمفاسد