مغمورة وسريّة وخافية علينا . والصحيح أنّنا نعتقد بأنّ العلل الحقيقيّة لبعض الأحكام الشرعيّة قد تكون خافية علينا . ويكون من العسير دركها وفهمها ، ولكن في كثير من الأحيان والموارد يمكننا التوصل إلى إدراك المصالح والمفاسد لملاكات الأحكام الشرعيّة ، فيجوز لنا تحصيل هذه المعلومات ونيل هذه الغاية بدليلين : 1 - إنّنا نجد أنّ القرآن الكريم والرّوايات الإسلامية قد بحثت هذا الموضوع كرّات عديدة ، وأعطتنا الضوء الأخضر للبحث في هذا الوسط العلمي ، والخوض في جذور المسائل الشرعية للتوصل إلى إدراك الحكمة والغاية من الأحكام الشرعيّة . القرآن الكريم بحث في الغاية من الصلاة والزكاة والحج [1] و . . . وفي أحاديث المعصومين ( عليهم السلام ) نجد هذا الموضوع قد بحث بصورة موسّعة ، حتى إنّ بعض علماء الشّيعة العظام ألَّف كتاباً أو كتباً مستقلَّة في هذا المجال [2] ،
[1] لقد ذكر اللَّه تعالى في الحكمة من الصلاة أنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر ، حيث قال في سورة العنكبوت آية 45 : * ( وأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ ) * ، وذكر في فلسفة الزكاة أنّها تطهر الروح وتزكي النفس فقال في سورة التوبة الآية ( 103 ) : * ( خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وتُزَكِّيهِمْ بِها ) * وقال في فلسفة الحج : * ( لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ ويَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ ) * . [2] لقد جمع المرحوم الشّيخ الصّدوق ( رحمه الله ) علل الأحكام في كتابه القيم المسمى ب - « علل الشرائع » وكذلك المرحوم الشّيخ الحر العاملي ( رحمه الله ) في كتابه القيم المسمى ب - « وسائل الشّيعة » الذي لا يستغني أي فقيه عنه في كل موضوع ، فقد ذكر في أبوابه الأولية عن علل الشرائع والرّوايات الواردة في هذا الموضوع .