responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري    جلد : 1  صفحه : 393


النازلة ( إذ إن من له الغنم فعليه الغرم ) أو كل حق يقابله واجب ، وأما إذا جعلنا الميزان يتحرك من جانب واحد فذلك معاندة للطبيعة ، وإذا قبلنا إشراك رب المال في الربح والخسارة انتقلت المسألة من موضوع القرض إلى القرض ، وهذه النظرية لم يغفلها القانون الإسلامي بل أساغها ونظمها تحت عنوان المضاربة . ولكن المرابي يريد ربحا من دون خسارة أو مخاطرة ، وهذا هو تحريف لقواعد الحياة ومحاولة تبديل نظمها [1] .
والأستاذ دراز يبدو منه « كما ذكر السنهوري » تحريم الربا في جميع صوره وأشكاله ، فهو لا يقسم تحريم الربا إلى قسمين ما هو محرم تحريم المقاصد وما هو محرم تحريم الوسائل ، فإنه يرى أن الربا محرم بجميع صوره وأشكاله ، وأما من ناحية الضرورة فإنها هي التي تبيح أكل الميتة وشرب الدم وهي تجري في جميع صور الربا بل في جميع الأحكام دون استثناء ، ومستندنا قوله تعالى * ( وقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْه ) * [2] .
وليست الضرورة هي مجرد الحاجة . ويوصي الأستاذ دراز بالهوادة والتأني قبل القول بوجود الضرورة ، ويطلب ممن يقول فوق العلم بقواعد الشريعة الإسلامية أن يكون عنده ، ورع وتقوى يحجزانه عن التسرع في تطبيق الرخصة على غير موضعها كما أنه يجب أن يبدأ باستنفاد كل الحلول الممكنة المشروعة ويستند الأستاذ دراز في تبرير رأيه إلى الاعتبار الاقتصادي ويشير إلى ضرورة أن يتقاسم رأس المال والعمل الربح والخسارة كما في القراض .
2 - الاتجاه المتحرر من أحكام الربا :
ويمثل هذا الاتجاه الأستاذ معروف الدواليبي في محاضرته التي ألقاها في



[1] السنهوري مصادر الحق 3 / 230 - 232 .
[2] سورة الأنعام آية 119 .

393

نام کتاب : الربا فقهياً واقتصادياً نویسنده : حسن محمد تقي الجواهري    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست