responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدر المنضود في أحكام الحدود نویسنده : الشيخ علي الكريمي الجهرمي    جلد : 1  صفحه : 5


والحق إن الانسان لولا الدين لم يكن شيئا سوي صورة انسان فلذا اهتم خالق الانسان العطوف عليه ، العالم بما فيه صلاحه وفساده وخيره وشره ، بأمر دينه الذي هو العنصر الأصلي في حياته ، فخلق الجنة لمن أطاع الله وراقب ربه وواظب على مراسم العبودية ، قال سبحانه .
( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ) 1 وخلق النار لمن عصاه وخالفه وخرج عن زي ( ؟ ) العبودية ونظام الطاعة وقرر عقوبات عظيمة على التخلف عن تلك البرامج العالية والمناهج القويمة الراقية ، وعلى عصيان العباد في أوامره ونواهيه ، وقال تعالى :
( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) 2 وقال سبحانه :
( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ، من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد ، يتجرعه ، ولا يكاد يسيغه . ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ) 3 ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، يصهر به ما في بطونهم والجلود ، ولهم مقامع من حديد ، كما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق ) 4 ولا شك أن لهذا الوعيد والعقوبات المقررة في الآخرة أثرا محسوسا في تحذر الانسان وارتداعه من المعاصي .
ترى أن الله سبحانه بعد أن ذكر عذاب الآخرة في سورة ( الرحمن ) يقول : فبأي آلاء ربكما تكذبان ، وبذلك يشير إلى أن ذكر عذاب الله أيضا من أنواع نعم الله تعالى على عباده .
قال الطبرسي قدس سره الشريف - عقيب قوله تعالى :


( 1 ) سورة مريم الآية 63 ( 2 ) سورة التوبة 35 - 34 ( 3 ) سورة إبراهيم 17 - 16 - 15 * ( 4 ) سورة الحج 22 - 21 - 20 - 19 .

5

نام کتاب : الدر المنضود في أحكام الحدود نویسنده : الشيخ علي الكريمي الجهرمي    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست