( كلمة المؤلف ) إن صلاح حال الأمة ، وتفجر استعدادات الانسان المكنونة في ذاته إنما يتحقق في ظل اعتناقه للدين ، ومراعاة أنظمة الشارع الحكيم والتسليم المحض لتشريع المولى سبحانه وتعالى . والدين هو مجموعة القوانين السماوية والأوامر الإلهية التي هي مناهج راقية ضامنة لسعادة الانسان ، وهدايته إلى كماله المطلوب ، وعليه فإن انحراف الانسان عن الدين مساو لهلاكه وانهياره وإذا فقد دينه فإنه يواجه الأخطار العظيمة ، بل لا خطر على المجتمع الانساني أعظم من الفوضى واللادينية والخروج عن نظام الدين والاستخفاف بشأنه . أجل ، إنه أخطر ما يمكن أن يواجهه الانسان ، وذلك لأنه يمسخ شخصية الانسان السامية ويوجب سقوطه من ذروة الانسانية إلى حضيض البهيمية العمياء . إن خروج الانسان عن دائرة دين الله خروج في الحقيقة عن السلالة المختارة التي اختارها الله له وخلق العالم كله لأجلها 1 ودخوله في السلالة التي نبذها الله سبحانه وخلقها حطبا للجحيم ووقودا للنار ، قال الله تعالى : ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) 2 .
( 1 ) ففي الأحاديث القدسية : يا بن آدم خلقت الأشياء لك وخلقتك لأجلي . ( 2 ) سورة الأعراف الآية 179 .