والصناعية ، اللازم اعتبارها في بعض الأمور ، وبين هذه المسائل البدوية العادية ، مع أن أخذ الجهة قبلة ليس بمعنى أن قبلة البعيد غير قبلة القريب ، بل الكعبة قبلة المسلمين كما في دعاء العديلة الصغيرة [1] ، وفي تلقين المحتضر والميت [2] ، وفي تلك الجهة ، في قبال سائر الجهات المتعارفة الجغرافيائية العرفية ، تكون الكعبة جزء منها ، فلا تكن من الجاهلين . أفلا تنظر أن الكتاب يقول : ( فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره . . . ) [3] ؟ ! وقد تكررت الجملة الأولى ، وما ذلك إلا لكونه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في البعيد من مكة المكرمة ، وأن في التولي شطر المسجد هو التولي شطر الحرم الشريف . ويدل عليه معتبر معاوية بن عمار ، سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الحجر ، أمن البيت هو أم فيه شئ من البيت ؟ قال ( عليه السلام ) : لا ، ولا قلامة ظفر ، ولكن إسماعيل دفن فيه أمه ، فكره أن يوطأ ، فجعل عليه حجرا ، وفيه قبور أنبياء وغيره مما هو المذكور في طواف الوسائل [4] . كما يدل عليه صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى بيت المقدس ، حسب
[1] زاد المعاد : 489 ، مفاتيح الجنان : 117 . [2] مصباح المتهجد : 21 ، مستدرك الوسائل 2 : 321 ، أبواب الدفن وما يناسبه ، الباب 20 ، الحديث 3 . [3] البقرة ( 2 ) : 144 . [4] وسائل الشيعة 13 : 353 ، كتاب الحج ، أبواب الطواف ، الباب 30 ، الحديث 1 .