نام کتاب : الخراجيات نویسنده : المحقق الكركي جلد : 1 صفحه : 29
ولكن ماذا عن الأرض الميتة ؟ يقرر المؤلف بأن الأرض الميتة من المفتوح عنوة للإمام ، وإلى أنه مسموح لأي فرد أن يحييها زمن الغيبة . أما أنها للإمام فلكونها من " الأنفال " التي يندرج الموات ضمنها ، وأما السماح للفرد بإحيائها فلنصوص : " من أحيا . . " وأما سقوط الإذن في زمن الغيبة فلأخبار الإباحة . كما ألمح الكاتب عبر حديثه عن الأنفال إلى ظاهرة الخراج الذي يفرضه الجائر ، موضحا إلى أنه لا يبعد إلحاق هذا النمط من الأرض بما يؤخذ من الأرض المفتوحة عنوة ، كما ألمح مترددا إلى احتمال الجواز لمن استجمع صفات النيابة في جباية الخراج المذكور . ويلاحظ على المؤلف أنه لم يلق الأضواء الكاملة على ظاهرة الأرض الموات بالنحو الذي تتطلبه المعاجلة لهذا الجانب : من تفصيل لأشكالها ومن تعزيز بأدلة محددة لوجهة نظره ، بل اكتفى بفقرات عابرة بالإشارة إلى تملك المحي لموات الأرض المفتوحة عنوة ، دون أن يحدد موقع التملك من أنه في صعيد الرقبة أو الحق ، ودون أن يحدد موقع ذلك من الإحياء البدائي أو المتجدد . علما بأن النصوص الواردة في هذا الصدد ، بين نص يطالب بتأدية الخراج وآخر بتأدية الحق لصاحبها ، وثالث ينفي أي حق لمحييها السابق ، ورابع مطلق لا تفصيل فيه . * * * وأيا كان الأمر ، يتعين على الدارس لرسالة المؤلف الخراجية أن يقف عند لغتها ، ومنهجها ، ومادتها ، بغية التعرف على طابعها العام في هذا الصدد . أما لغتها ، فتتميز بالوضوح واليسر اللذين يتطلبهما البحث الفقهي وسائر البحوث الإسلامية ما دام الهدف من الكتابة هو إيصال الأفكار إلى الآخرين وليس التصنع اللغوي الجاف . كما تتميز لغته وهذا ما يمنحها مزيدا من القيمة بالابتعاد عن الحشو ( الأصولي ) الذي لا حاجة إلى إقحامه في بحوث فقهية ، الهدف منها تجلية ما غمض من الأدلة ، وليس تضبيبه بمزيد من اللغة الأصولية ، التي عفا
29
نام کتاب : الخراجيات نویسنده : المحقق الكركي جلد : 1 صفحه : 29