نام کتاب : الحدائق الناضرة نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 129
فإذا كان كذلك كان العقل غير مقبول القول في البديهيات ، وإذا كان كذلك فحينئذ تفسد جميع الدلائل . فإن قالوا : العقل إنما جزم بصحة ذلك الفاسد لشبهة متقدمة ، فنقول : قد حصل في تلك الشبهة المتقدمة مقدمة فاسدة ، فإن كان ذلك لشبهة أخرى لزم التسلسل ، وإن كان ابتداء فقد توجه الطعن . وأيضا فإنا نرى الدلائل القوية في بعض المسائل العقلية متعارضة ، مثل مسألة الجوهر الفرد ، فإنا نقول : كل متحيز فإن يمينه غير يساره ، وكل ما كان كذلك فهو منقسم ، ينتج أن كل متحيز منقسم ، ثم نقول : الآن لم يكن حاضرا بل بعضه ، وإذا كان غير منقسم كان أول عدمه في آن آخر متصل بآن وجوده ، فلزم تتالي الآنات ، ويلزم منه كون الجسم مركبا من أجزاء لا تتجزأ . فهذان الدليلان متعارضان ولا نعمل جوابا شافيا عن أحدهما ، ونعلم أن أحد الكلامين مشتمل على مقدمة باطلة وقد جزم العقل بصحتها ابتداء ، فصار العقل مطعونا فيه " ثم أخذ في تفصيل هذه الوجوه بكلام طويل الذيل . ( فإن قلت ) : فعلى ما ذكر من عدم الاعتماد على الدليل العقلي يلزم أن لا يكون العقل معتبرا بوجه من الوجوه ، مع أنه قد استفاضت الآيات القرآنية والأخبار المعصومية بالاعتماد على العقل والعمل على ما يرجحه ، وأنه حجة من حجج الله سبحانه ، كقوله تعالى : ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) [1] في غير موضع من الكتاب العزيز أي يعملون بمقتضى عقولهم ( لآيات لقوم يتفكرون ) [2] . ( لآيات لأولي الألباب ) [3] .
[1] سورة الرعد . آية 5 . سورة النحل . آية 13 . سورة الروم . آية 24 . [2] سورة الرعد . آية 4 . سورة الروم . آية 21 . سورة الزمر . آية 44 . سورة الجاثية . آية 13 . [3] سورة آل عمران . آية 188 .
129
نام کتاب : الحدائق الناضرة نویسنده : المحقق البحراني جلد : 1 صفحه : 129