بل ولو لم يكن له نصيب ، فإن العوام أيضا يشمئزون منه . قوله : وكلام الجوهري . ( 1 : 71 ) . ( 1 ) فيه نظر ، لأن الجوهري قال : اسم لكل ما يركب ، وظاهر لفظ الاسم كونه حقيقة ، إذ المجاز لا يقال له : اسم للمعنى المجازي ، والأسد ليس اسما إلا للحيوان المفترس ، وإطلاقه على الرجل الشجاع مستعار . ( ويؤيده أنه لا تأمّل في كون ما يدبّ على الأرض معنى حقيقيا لغة ، فيظهر أن المراد بالاسم هو المعنى الحقيقي . وأيضا : الجمع بين ما يركب وما يدب بعبارة واحدة ونسق واحد يؤيد كون ما يركب معنى حقيقيا لما يدب ، بل قال في القاموس : الدابة ما دب من الحيوان ، وغلب على ما يركب [1] ، فيظهر منه أنه عند الإطلاق يحمل على ما يركب . ثم لا يخفى أن الشارح ديدنه التمسك قول اللغوي ومجرد إطلاقه ، كما لا يخفى على المتتبع ، فكيف يتأمّل مع التصريح بأنّه اسم لكذا ، بل ومع تكراره وعدم الاكتفاء بالعطف ) [2] . قوله : فإنّ الإطلاق . ( 1 : 71 ) . ( 2 ) لا يخفى أن ذلك ليس من المسلمات عند الفقهاء سيما القدماء ، بل لعل الظاهر من أكثرهم - لو لم نقل بالكل - أن الأصل في الإطلاق الحقيقة . سلمنا ، لكن يظهر من كلام الجوهري أن المعنى منحصر في المعنيين ، موافقا لما في القاموس ، فإذا كان قرينة صارفة عن أحدهما يتعين الثاني ، كما هو الشأن والطريقة في تعيين المعاني اللغوية وغيرها عند الفقهاء وغيرهم من العلماء ، وهي الطريقة الشائعة المتعارفة في فهم المعاني والاستدلال بالألفاظ عليها .
[1] القاموس المحيط 1 : 67 . [2] ما بين القوسين أثبتناه من « ه » و « و » .