responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الجزية وأحكامها نویسنده : علي أكبر الكلانتري    جلد : 1  صفحه : 48


يتلتل تلتلة ويؤخذ بتلبيبه ويقال له : أد الجزية ، وإن كان يؤديها ويزخ في قفاه ) [1] .
وقال الرازي : ( لا بد معه - يعني مع دفع الجزية - من الحاق الذل والصغار للكفر والسبب فيه أن طبع العاقل ينفر عن تحمل الذل والصغار ، فإذا أمهل الكافر مدة وهو يشاهد عز الإسلام ويسمع دلائل صحته ويشاهد الذل والصغار في الكفر ، فالظاهر أنه يحمله ذلك على الانتقال إلى الإسلام ، فهذا هو المقصود من شرع الجزية ) [2] .
أقول : هذه الهيئات المذكورة في كيفية أخذ الجزية ، تخالف التعاليم القرآنية والسكينة الإسلامية ، وتباين ما يدعونا إلى رعاية حال الذميين ، بنحو العموم أو في خصوص أخذ الجزية .
ومن الأول ، قوله سبحانه : لا ينهيكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين [3] .
ومن الواضح أن البر والقسط ينافيان هذه الأعمال الخشنة .
وفي كتاب أمير المؤمنين عليه السلام لمالك : ( وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم ، فإنهم صنفان : أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) [4] .
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله قام لجنازة يهودي ، فقيل له : إنها جنازة يهودي ، فقال : ( أليست نفسا ) [5] .
فهذا مسلك الإسلام ومنهجه في الكفار الذين يعيشون تحت لوائه وذمته حتى بالنسبة إلى جنائزهم ، فكيف يرضى بايذائهم واهانتهم بهذه الأمور الخشنة ؟ !



[1] تفسير الكشاف ج 2 ص 184 وفي ط أخرى ج 2 ص 263 .
[2] التفسير الكبير ج 16 ص 32 .
[3] الممتحنة / 7 .
[4] نهج البلاغة ، / فيض ، ص 993 ، صبحي ص 427 ، الكتاب 53 .
[5] صحيح البخاري ، ج 1 ص 228 .

48

نام کتاب : الجزية وأحكامها نویسنده : علي أكبر الكلانتري    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست