نام کتاب : الجزية وأحكامها نویسنده : علي أكبر الكلانتري جلد : 1 صفحه : 37
" ولم أستطع أن استدل على المصدر الذي استقى منه الكتاب هذه المعلومات ) [1] . ومنهم فان فلوتن ، ( Van vloten ) ، وإليك بعض كلماته المرتبطة بمسألتنا : ( ولم تكن الضرائب التي فرضها عمر فادحة على ما ذهب إليه بعض يجعل عليهم في أبدانهم شئ من المكارة ولكن يرفق بهم " . المؤرخين . هذا إلى ما كانت تقوم به الحكومة العربية من بناء الطرق وحفر الترع وتوطيد الأمن وما إلى ذلك ، من ضروب الاصلاح ) [2] . نعم لهذا المستشرق كلام في كيفية جباية الجزية ، لا مستند له في الكتاب والسنة ، بل تشهد أمور عديدة على خلافه - قد عرفت جملة من تلك الشواهد وتسمع بعضا آخر منها - . ومن الأسف أن السبب الوحيد لهذا الكلام ونحوه ، هو ما ذكره بعض العامة ، وإليك كلام هذا المستشرق : ( وكانت الطريقة التي تجبى بها هذه الأموال مخجلة على ما ذكره الفقهاء ، ففي اليوم المحدد لجباية تلك الأموال كان يذهب المطالبون بها إلى ديوان الخراج حيث يجلس عامل الخراج على أريكة عالية ، ثم يتقدم إليه هؤلاء أذلاء خاضعين ، فيمد الواحد منهم يده التي يحمل فيها الضريبة فيدفعها بحيث تكون يد عامل الخراج فوق يده ، ثم يصفعه بعض الحاضرين صفعة يشيعه بها إلى الباب . وكان عامة الشعب يحضرون تلك المناظر التي كانوا يعتبرونها رمزا لانتصار المسلمين على الكفار . وأما من عجز عن تأدية الخراج فكان الجباة يسلكون معه بعض وسائل التعذيب ، من ذلك تعريضه للشمس المحرقة . ذلك التعذيب الذي كان يضاعف أحيانا بصب الزيت على الشخص المعذب ) [3] .
[1] أهل الذمة في الإسلام ص 273 . وأني لم أجد في كتاب الخراج لأبي يوسف هذه العبارة ، بل فيه ما يخالف ذلك . قال في ص 133 : " ولا يضرب أحد من أهل الذمة في استيدائهم الجزية ، ولا يقاموا في الشمس ولا غيرها ، ولا يجعل عليهم في أبدانهم شئ من المكارة ولكن يرفق بهم " . [2] السيادة العربية ص 20 . [3] السيادة العربية ص 33 - 34 .
37
نام کتاب : الجزية وأحكامها نویسنده : علي أكبر الكلانتري جلد : 1 صفحه : 37