مفهوم علمي رصين ، بحيث تعتبر مرآة لحقائق خفيّة ودقائق أنيقة . هذا وفي كثير من المسائل الهامّة لدى تعارض الأدلَّة فيها تجد هذا المؤلَّف البارع يشير بجملة « وفيه تردّد » إشارة إجمالية إلى جميع تلك الأدلَّة المتعارضة ، وإذا ما أراد ترجيح إحدى طرفي المسألة تراه يعبّر عنه بكلمة « والأظهر » وإذا ما رجّح الاحتياط عبّر عنه بكلمة « الأحوط » ، فهو بتعبيراته الدقيقة هذه يشخّص لنا موقفه من المسألة ، ومدى رصانة أدلَّة الطرفين أو الأطراف إجمالا ، كما يحاول من خلالها استعطاف نظر العلماء والمفكَّرين إلى دقّة وعمق هذه المسائل لكي لا يتجاوزوا عنها بدون تتبّع وتعمّق فيها ، ولذلك أخذ جمع من العلماء الأعلام يفكَّر بتفصيل وتوضيح ما تكتنفها من غموض وإبهام وألَّف كتبا في شرح تردّدات صاحب الشرائع وبعضها لا يزال بصورة مخطوطات ثمينة في المكتبات العامّة . ومن تلك الشروح هو هذا الشرح القيّم الذي أصبح جاهزا للطبع ومهيّئا للعرض والإخراج لروّاد العلم والفضيلة لمؤلَّفه المرحوم حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسين عليّ الفرطوسيّ الحويزي - تغمّده اللَّه برضوانه - حيث بذل جهدا جهيدا وأتعب نفسه الشريفة في شرح آراء ونظريّات المرحوم المحقّق من خلال إلقاء الأضواء على تردّداته . وإنّي لما وفقت بمقدار ما يسعني من الوقت بمطالعته لم يبق لي مجال إلَّا أن أعترف بهذه الحقيقة وأقول : إنّ الاسم الذي اختير له وهو : « التوضيح النافع في شرح تردّدات صاحب الشرائع » اسم جاء مطابقا لمسمّاه وكلام معبّر عن الواقع وهو القول الفصل . والمؤلَّف - قدّس سرّه - من علماء مدينة « خرّمشهر » الواقعة في منطقة « خوزستان » حيث شدّ الرحال عنها بعد ما دمّرها الصدّاميّون المتجاوزون في حربهم ضدّ الثورة الإسلامية في إيران الإسلام ، متوجّها إلى مدينة الأهواز ، وقد وافاه الأجل في حادثة في مسيره لزيارة ثامن الحجج الإمام الرضا ( عليه السلام ) بخراسان فلبّى نداء ربّه الكريم تغمّده اللَّه برحمته ورضوانه وأسكنه بحبوحة جنانه وجعله وإيّانا ممّن يأخذ بحجزتهم ويمكث في ظلَّهم ويهتدي بهداهم في الدنيا والآخرة - آمين . ناصر مكارم الشيرازي الحوزة العلمية في مدينة قم المقدّسة