بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام على أفضل أنبيائه وخاصّة أوليائه محمّد وعلى آله الطيّبين الطاهرين . وبعد - فإنّ أهمّية الكتاب الشريف « شرائع الإسلام » للمحقّق الحلَّي - قدّس اللَّه نفسه الزكيّة - لا تخفى على طلَّاب العلم وأهل الفضل ، حيث إنّ هذا السفر الجليل من جهة اشتماله الأحكام الفرعية من الطهارة إلى الديات بأسلوبه الأنيق ، وعظمة مؤلَّفه ومقامه العلميّ السامي الذي يعتبر من أساطين الفقهاء من جهة أخرى ، صار محطَّا لأنظار العلماء من الأعوام المتمادية ، حيث شرحه أعاظم مجتهدي الإمامية كالشهيد الثاني وصاحب الجواهر - رضوان اللَّه عليهما . كما ذكره المحقّق الكبير العلَّامة آقا بزرگ الطهراني في الذريعة جاء فيه « وكتابه هذا هو من أحسن المتون الفقهية ترتيبا وأجمعها للفروع ، وقد ولع به الأصحاب من لدن عصر مؤلَّفه إلى الآن ، ولا يزال من الكتب الدراسية في عواصم العلم الشيعية ، وقد اعتمد عليه الفقهاء خلال هذه القرون العديدة فجعلوا أبحاثهم وتدريساتهم فيه وشروحهم وحواشيهم عليه » . ومن أجل استفادة طلَّاب العلم قام سماحة الفضيلة المرحوم الحاج الشيخ حسين الفرطوسي بشرح ما تردّد فيه المحقّق - رحمه اللَّه - في كتابه ، معتمدا على كتابي جواهر الكلام والمسالك وسمّاه ب « التوضيح النافع في شرح تردّدات صاحب الشرائع » ، وجدير بالذكر أن المؤلَّف - رحمه اللَّه - اهتمّ في حياته اهتماما كبيرا بطبع هذا الشرح ونشره . وقد