نام کتاب : التقية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 24
في فرد شيخنا وعمادنا ، الفقيه الماهر المائر ، قدوة المحققين والمتصرفين ، وأسوة المدققين والمتطرفين . . . الشيخ محمد حرز الدين ، قال : . . . كان فقيها أصوليا متبحرا في الأصول ، لم يسمح الدهر بمثله ، صار رئيس الشيعة الإمامية ، وكان يضرب به المثل أهل زمانه في زهده وتقواه وعبادته وقداسته ، وقد أدركت زمانه وشاهدت طلعته ونظرت إلى مجلس بحثه ، ورأيته يوما ورجل يمشي إلى جنبه ، وأتذكر أنه أبيض اللون نحيف الجسم خضب كريمته بالحناء ، يلبس لباس الفقراء وعليه عباءة صوف غليظة كدرة ، وكان مدرسا بارعا تتلمذ عليه عيون العلماء والأساتذة ، وحدثوا أنه كان متقنا للنحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان ، وسمع أنه استطرق كتاب المطول للتفتازاني أربعين مرة ما بين بحث ودرس وتدريس ، وله في التدريس طريق خاص وأسلوب فقده معاصروه ، من طلاقة في القول ، وفصاحة في المنطق ، وحسن تقريب آراء المحققين ، وبيان رأي المحتكر من المبتكر ، وإبراز المآرب ، والاستدلال عليها بأحسن بيان وأقطع برهان . . . وقد جمع بين الحفظ ، وسرعة الانتقال ، واستقامة الذهن ، وقوة الغلبة على من يحاوره . . . وكان عالي الهمة أبيا ، ومن علو همته أنه كان يعيش عيشة الفقراء ، ويبسط البذل على الفقراء والمحتاجين سرا . الشيخ الطهراني ، قال : حتى اجتمع - أي : الميرزا الشيرازي - مع الشيخ المرتضى الأنصاري ، فرآه من أهل الأنظار العالية ، والتحقيقات الجيدة ، فعزم على المقام في النجف لأجله ، وعدل عن الرجوع إلى إصفهان ، وأخذ بالخوض في مطالب الشيخ بغاية جهده وكده ، والغوص فيها بقاطع ضرسه ، حتى اغتنم كنوزها ، وحقق حقائقها . . . السيد الأمين ، قال : الأستاذ الإمام المؤسس ، شيخ مشايخ الإمامية . . . وضع أساس علم الأصول الحديث عند الشيعة وطريقته الشهيرة المعروفة ، إلى أن انتهت إليه رئاسة الإمامية العامة في شرق الأرض وغربها . . . وصار على كتبه و دراستها معول أهل العلم ، لم يبق أحد لم يستفد منها ، وإليها يعود الفضل في تكوين النهضة العلمية
24
نام کتاب : التقية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 24