نام کتاب : التقية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 25
الأخيرة في النجف الأشرف ، وكان يملي دروسه في الفقه والأصول صباح كل يوم وأصيله في الجامع الهندي ، حيث يغص فضاؤه بما ينيف على الأربعمائة من العلماء الطلاب ، وقد تخرج به أكثر الفحول من بعده . . . وانتشرت تلاميذه ، وذاعت آثاره في الآفاق ، وكان من الحفاظ ، جمع بين قوة الذاكرة وقوة الفكر والذهن وجودة الرأي ، حاضر الجواب ، لا يعييه حل مشكلة ولا جواب مسألة ، وعاش مع ذلك عيشة الفقراء المعدمين ، متهالكا في إنفاق كل ما يجلب إليه على المحاويج من الإمامية في السر خصوصا ، غير مريد للظهور و المباهاة بجميع ذلك ، حتى لم يبق لوارثه ما له ذكر قط . وفي نظم الآل ، قال : انتهت إليه رئاسة الإمامية بعد مشايخنا الماضين ، وهو بها حقيق ، إذ لا يباريه أحد في التقى وكثرة الصلاة والصلات والعلم أصولا وفروعا والعمل وحسن الأخلاق ، له كتب في الأصول والفقه لا يسع الواقف عليها وعلى ما فيها من الدقائق العجيبة والتحقيقات الغريبة ، مع لزوم الجادة المستقيمة والسليقة المعتدلة ، لا الالتزام لما يرى بالموافقة والتسليم حتى يرى المجتهد الناظر في ذلك نفسه كالمقلد ، وذلك أقل شئ يقال في حقه ، فقد اشتهر أمره في الآفاق وذكره على المنابر على وضع لم يتفق قبله لغيره ، وكان مرجعا للشيعة قاطبة في دينهم ودنياهم . الميرزا نصر الله الدزفولي ، قال : أستاذ الأساتيذ ، مفخر العلماء الزاهدين ، الأستاذ المفخم . . . كان في الأخلاق الأوحد في العالم ، وفي العلم والزهد والتقوى لا يوجد له نظير ، وكان كثير التعظيم والتوقير للعلماء عند ذكر أساميهم . الزركلي ، قال : فقيه ورع إمامي . . . الشيخ مرتضى - حفيد الشيخ منصور أخي المترجم - قال : كان رأس العلماء الإمامية وأكمل فقهاء الشيعة ، وكان نابغة من بين كبار العلماء ، اشتهر صيته ومكانه الشامخ ومرتبته العلمية بين جميع أهل العلم والفضل ، حتى سماه بعض الفقهاء : خاتمة الفقهاء والمجتهدين . الشيخ محمد جعفر - حفيد الشيخ منصور أخي المترجم - قال : المولى القمقام ، وقدوة الأنام ، فحل الأعلام ، وفريدة الأيام ، الخائض في أسرار المدارك ، والغائص في
25
نام کتاب : التقية نویسنده : الشيخ الأنصاري جلد : 1 صفحه : 25