دلالة ذلك الغير المنضمّ إليه وعدم دلالته على المدّعى . * قوله : « وفي وجوب مسح الكعبين وجهان » . * [ أقول : ] ناشئان عن الخلاف في دخول الغاية في المغيّا وعدمه ، أعني : في دخول ما بعد « إلى » من قوله تعالى * ( إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) * [1] في حكم ما قبلها وعدمه . ومرجعه إلى فهم العرف المختلف باختلاف المقامات ، ففي قولهم : سرت من البصرة إلى الكوفة ، يفهمون الدخول ، وفي مثل : اشتريت من البستان الفلاني إلى البستان الفلاني ، يفهمون عدم الدخول . * قوله : « بتوجيه حسن » . * [ أقول : ] وهو أن العلامة [2] لمّا رأى مدلول رواية الآخرين أن الكعب هو المفصل ، وأن علماءنا أطبقوا على أنه العظم الناتئ ، فأراد الجمع بين الكلامين ، فحمل المفصل على ذلك العظم الناتئ ، باعتبار أن طرفي ذينك العظمين الناتئين ممّا يلي الساق ، فأطلق عليهما المفصل من جهة كونهما حدّا وبداية لحصوله ، غاية الأمر أن ذلك على طريق التجوّز بعلاقة المجاورة . * قوله : « مع شاهد جميل » . * [ أقول : ] وهو شاهد حال العلامة ، حيث إنه لا يليق به مخالفة الأصحاب ، ولاخفاء مذهبهم عليه ، حيث إنه ادّعى الإجماع في التذكرة [3] على كونه بمعنى مجمع الساق والقدم ، مع أن كلماتهم المتقدّمة بمرأى منه ومسمع ، بل هو في التذكرة والمنتهى معترف بأنه : « ذهب علماؤنا إلى أن الكعب هو العظم الناتئ في وسط القدم وهو معقد الشراك ، وبه قال محمد بن الحسن [4] من الجمهور ، وخالف