بمثل سكَّة الحديد وسفينة الدخان ، أو استلزمه على كلّ من تقديري النقل وعدمه . * قوله : « فدفنه . فتأمّل » . * [ أقول : ] لعلَّه إشارة إلى عدم دلالة حديث اليماني [1] على انتفاع الميّت بنقله إلى المشاهد المشرّفة ، إذ لعلّ خاصّيّة استشفاع صاحب المشهد وانتفاعه مختصّ بالمدفونين فيه من غير نقل ، إذ غاية ما في الحديث هو الاستشفاع والانتفاع في الجملة لا بالجملة . أو إلى عدم دلالته على جواز النقل للناقل ، وإن سلَّم دلالته على انتفاع النقل للمنقول إلى المشاهد ، كالمثلة والهتك حيث لا يجوز للفاعل وإن انتفع المفعول به بمزيد أجر واستحقاق مثوبة ، كما يقتضيه ظاهر التحضيض في الحديث بقوله عليه السّلام : « ألا دفنته في أرضكم ؟ » [2] . أو إلى عدم دلالته على جواز مطلق النقل وإن استلزم الهتك ، لو سلَّمنا دلالته على الجواز في الجملة ، على ما يتعاطاه العوام والجهّال من نقلهم الأموات من البلاد البعيدة ، غير المنفكَّة غالبا وعادة من هتك الميّت وتلاشيه وانتشار ريحه وجري قيحه ، حتى لا يستطيع يقرب إليه أحد ، أو تقطَّع أوصاله ، أو نقله بعد الدفن بنحو الأمانة الذي هو من بدع الإسلام كما صرّح به السرائر [3] ، أو نحو ذلك من الجهات المحرّمة قطعا وإجماعا ممّن عدا كاشف الغطاء [4] . مع أن المنصوص في علَّة الدفن ستر هذه الأمور ، ووجوب احترام
[1] إرشاد القلوب : 440 ، البحار 82 : 68 ح 5 . [2] ولكن في مصادر الحديث « لم » بدل « ألا » . انظر الهامش ( 1 ) هنا . [3] السرائر 1 : 170 . [4] كشف الغطاء : 156 - 157 .