محكيّات الإمام عليه السّلام ، لمنافاته شاهد حال الإمام ، لأن الإمام لا يحكي عن غيره ، وعلى أن مراده بالبعض أحد الأئمّة أو بعض أصحابه عنهم عليهم السّلام ، لا العامّة ، لمنافاته شاهد حال من هو دونه من الرواة ، فضلا عن مثله ممّن لا يروي إلا عن الثقات . ويشهد له أيضا إرسال الصدوق في الفقيه [1] عن الصادق عليه السّلام نحوه . وما رواه الكليني [2] عن سهل بن زياد قال : « روى أصحابنا أن حدّ القبر » وذكر نحوه . وما في ذيل تلك الرواية أيضا من قوله عليه السّلام : « احفروا لي حتى تبلغوا الرشح » بناء على ما قيل من أن ذلك في أرض البقيع حدّ بلوغ القامة . وما في الأمالي [3] عن الرضا عليه السّلام بالحفر له إلى سبع مراقي ، بناء على ما قرّر في باب أوقات الصلاة من أن المرقاة قدر قدم ، والقامة سبعة أقدام . وأما خبر السكوني : « نهى النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله أن يعمّق القبر فوق ثلاثة أذرع » [4] فغايته الدلالة على كراهة ما فوق الثلاثة أذرع ، وأما الثلاثة أذرع فعلى تقدير الدلالة على استحبابها إنما تقارب الترقوة لا القامة . * قوله : « ولعلَّه لمانع » . * أقول : وعن الشيخ [5] حمله على الجواز ونفي التحريم . ويوافق المحمل الأول قوله عليه السّلام في خبر : « لا بأس بالخفّ في وقت الضرورة والتقيّة » [6] . وقوله في خبر آخر : « لا بأس بالخفّ ، فإن في خلع الخفّ شناعة » [7] .