إسم الكتاب : التعليقة على رياض المسائل ( عدد الصفحات : 530)
في ألفاظ العبادة ألف كلام فكيف في غيرها ؟ ! وحينئذ فيحمل القذر على الوسخ غير النجس ، والقليل على القليل المتّصل بكرّ أو مادّة عاصمة ، أو على ما يبلغ الكرّ من غير زيادة ، فهو قليل بالنسبة إلى البحر والنهر ونحوهما من المياه الكثيرة . فحاصل الجواب عمّا استدلّ به للمعاني من عدم انفعال القليل من الأخبار الخاصّة هو : أن الصحيح منها غير صريح ، والصريح غير صحيح . * قوله : « إذا لم نجد لحديث منه في كتبنا المشهورة عينا ولا أثرا » . * [ أقول : ] المراد من كتبنا المشهورة غير الموجود فيها النبويّ المذكور خصوص الكتب الأربعة المشهورة ، وإلا فهو موجود في الوسائل [1] والتنقيح [2] وغيرهما نقلا عن المعتبر [3] . وعن السرائر [4] تواتره . ولكن الذي وقفت عليه في السرائر دعوى الاتّفاق على روايته لا تواتره . وكيف كان ، فهذا القدر من شهرة السند كاف في جبر ضعفه ، وإن لم يذكر في كتبنا الأربعة المشهورة . نعم ، دلالته على العموم المدّعى موهون بمصير المشهور إلى خلافه . * قوله : « وقيل في انتصار هذا القول اعتبارات ضعيفة ووجوه هيّنة » . * أقول : منها : أن المتنجّس لا يطهر ، فلو تنجّس القليل بمجرّد ملاقاة النجس لأدّى ذلك إلى أن المتنجّس لا يطهر إلا بإيراد كرّ من الماء عليه . ومنها : استبعاد الفرق جدّا بين قليل المطر وقليل غيره من الملاقي
[1] الوسائل 1 : 101 ب « 1 » من أبواب الماء المطلق ح 9 . [2] التنقيح الرائع 1 : 39 . [3] المعتبر 1 : 41 . [4] انظر الهامش ( 4 ) في ص : 23 .