أيضا عرقان مكتنفان للسرّة ، على ما في جواهر اللغة [1] ، إلا أن المراد به الأول بقرينة قوله : « بين الحالب والذكر » . وكيف كان ، فهذه العلائم لو سلَّمت إفادتها العلم فإنما هو لمثل معتبرها جالينوس من أهل الخبرة ، وأما لغيره من السواد الغالب فلا يظنّ حصول الظنّ منها فضلا عن العلم ، المعتبر في الخروج عن استصحاب حياة المشتبه وقاعدة اليقين والاحتياط ، اللازم في حفظ النفوس بالأدلَّة الأربعة . * قوله : « للشهرة القرينة على الفرد الغير المتبادر » . * [ أقول : ] وفيه : أن شهرة كون التغييرات المذكورة علامة الموت إما شهرة فتوائيّة بين العلماء كما عن الجواهر [2] ، أو شهرة عاديّة بين أهل العرف والعادة كما في البرهان [3] ، وعلى كلّ من التقديرين فلا قرينيّة فيها على الفرد غير المتبادر ، بعد فرض كونها شهرة خارجيّة غير مستندة إلى فهم ذلك من لفظ التغيير ، الكاشف ظنّا عن اقترانه بقرينة مخفيّة على غير المشهور . مع أن في قرينيّة فهم المشهور وجابريّة قصور الدلالة به أيضا خلافا ، مضافا إلى معارضة قرينيّة تلك الشهرة بوقوع التصريح في أخبار [4] التغيير باعتبار العلم بالموت ونفي اعتبار الظنّ . ففي الموثّق : « يحتبس الغريق حتى يتغيّر ويعلم أنه قد مات » [5] . وفي الصحيح : « يترك ثلاثة أيّام من قبل أن يدفن ، وكذلك صاحب الصاعقة ، فإنه ربما
[1] لم نظفر على هذا الكتاب ، ولعلّ المراد الصحاح للجوهري ، انظر الصحاح 1 : 115 . [2] الجواهر 4 : 25 . [3] البرهان القاطع 2 : 162 - 163 . [4] الوسائل 2 : 676 ب « 48 » من أبواب الاحتضار . [5] الوسائل 2 : 677 ب « 48 » من أبواب الاحتضار ح 4 .