ومراد الشهيد في الروضة بقوله : « والمراد بالسماء جهة العلوّ » [1] محتمل لإرادة ذلك ، تعميما لمياه الأرض ، كما هو محتمل لإرادة خصوص ماء الغيث الموجود بين السماء والأرض ، دفعا لتوهّم وجوده في نفس السماء كالبروج والكواكب . وإما على أن المراد من إنزال مياه الأرض من السماء إنزال أسبابها ومؤثّراتها ، حيث إن التأثيرات بسبب العلويّات ، وعند مقابلتها أو ملاقاتها على اختلاف الرّأيين ، فأقام إنزال الأسباب مقام إنزال مسبّباتها ، نظير قوله تعالى : * ( أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ ) * [2] . وقوله تعالى * ( وأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيه بَأْسٌ شَدِيدٌ ) * [3] . وقوله تعالى * ( وفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وما تُوعَدُونَ ) * [4] . وقوله عليه السّلام : « إن اللَّه أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض ، أنزل الحديد والماء والنار والملح » [5] . * قوله : « وإن احتيج في وصفه به حينئذ إلى نوع تأويل » . * [ أقول : ] أما وجه احتياجه فلما قيل من أن اسم الآلة وإن أشبهت المشتقّات - كأسماء الزمان والمكان - بالدلالة على المبدأ ، لكنّها لا توصف بها ، لأنها أسماء لأمور معيّنة ، بخلاف سائر المشتقّات الموضوعة على الإبهام . وأما تأويله فإلى معنى المستعين والمعالج به الطهر ، أو تخريجه عن الوصفيّة إلى البدليّة أو الحاليّة .