النقص والفتور والإسراف والتبذير ، ممّا لا يعدّونه سفها ، والحال أن شاهد حال الأنبياء والأوصياء وسنّتهم وسيرتهم قولا وفعلا على تسفيه ما هو من هذا القبيل وما دونه بمراتب ، كأكلك التمر ولفظك النواة وشربك الماء وإراقة فاضله ، حيث نصّ الشرع بكونه من السرف المبغوض [1] ، مع أن العرف والعقلاء لا يعدّون من السرف ما هو فوقه بأضعاف مضاعفة . وهكذا أكل التمر مع السمن كلّ يوم [2] ، وتصدّق المحتاج لعياله بدرهم على غيرهم [3] ، حيث نصّ الشارع بكونه من السرف . وهكذا الأكل على الشبع [4] ، وفيما بين البكرة والعشيّ [5] ، حيث علَّل النهي عنه بكونه إفسادا للبدن ، مع بناء الأطبّاء بل عقلاء الزمان على العكس . وهكذا نهي الشارع عن السرف في ماء الوضوء بأكثر من مدّ والغسل بأكثر من صاع [6] ، مع تنصيصه بأن الواجد قدر ما يتوضّأ به بمائة وألف أو مائة ألف درهم يتوضّأ بذلك المبلغ ولا يتيمّم [7] ، مع تسفيه العقلاء شراء ما يتوضّأ به بهذا المبلغ الكذاف [8] ، وعدّه من الغرر والإسراف . وهكذا أمره بلباس التقوى [9] والتواضع [10] ، ولبس الخشن والغليظ والصفيق ، وتقصير الثوب ورقعه وخصف النعل [11] ، ونهيه عن لباس
[1] الخصال 1 : 10 و 93 ح 36 و 37 . [2] لم نعثر عليه في مظانه . [3] الخصال 1 : 10 و 93 ح 36 و 37 . [4] الوسائل 3 : 574 ب « 2 » من أبواب أحكام المساكن ح 2 . [5] لم نعثر عليه في مظانه . [6] لم نعثر عليه في مظانه . [7] الوسائل 2 : 997 ب « 26 » من أبواب التيمم . [8] كلمة فارسيّة ، وتكتب في اللغة الفارسيّة : گزاف ، ومعناها : الغالي والنفيس . [9] الوسائل 1 : 371 ب « 13 » من أبواب آداب الحمام . [10] الوسائل 11 : 215 ب « 28 » من أبواب جهاد النفس وما يناسبه . [11] الوسائل 3 : 375 ب « 29 » من أبواب أحكام الملابس .