< شعر > كمطعمة الرمّان ممّا زنت به جرت مثلا للخائن المتصدّق فقال لها أهل البصيرة والتقى ويل لك لا تزني ولا تتصدّق < / شعر > [1] وأمّا ثالثا : فلو سلَّمنا تعارض العموم من وجه بين الموضوعين وعدم المرجّحات الداخليّة الدلالتيّة في البين ، إلَّا أنّ المرجّحات الخارجيّة السنديّة من العقل والنقل والأصحّية والأصرحيّة والأشهريّة ، خصوصا مخالفة العامّة من المرجّحات المنصوصة من جميع الوجوه ، في طرف عموم [2] حرمة الغناء دون جوازه أصلا ورأسا ، لأن جوازه ولو في بعض الأفراد والموارد من الشواذّ النادرة الضعيفة سندا ودلالة وموافقة لفتوى العامّة [3] وعملهم وديدن ملوكهم وسلاطينهم وأهل طريقتهم وتصوّفهم ، المأخوذة من ديدن الكفرة وكتبهم المحرّفة ، كما في مزامير أهل الذمّة : « هلَّلوني سبّحوني برقص وعود ومزمار ، فإنّ الله يحبّ شعبه » . ولو لم يكن إلَّا الإجماع العملي والسيرة القطعيّة من العلماء الإماميّة والحكماء الربّانيّة والصلحاء الدينيّة على استقباح الغناء واستنكاره لكفى به مرجّحا لعموم الحرمة ، وكاشفا قطعيّا عن رأي المعصوم . وأمّا رابعا : فلو لم يكن مرجّح إلَّا قوله صلى الله عليه وآله في خطبة الوداع : « معاشر الناس ما من شيء يقرّبكم إلى الطاعة ويبعّدكم عن المعصية إلَّا وقد أمرتكم به ، وما من شيء يقرّبكم إلى المعصية ويبعّدكم عن الطاعة إلَّا وقد نهيتكم عنه » [4] لكفى به مرجّحا ، لعموم [5] حرمة الغناء ، خصوصا المطرب منه ، حيث إنّه بديهيّ التقريب إلى معصية اللهو واللغو والتبعيد عن طاعة الذكر والشكر .