أعظم [ من ] سائر أقسام السحر ، خصوصا من فراعنة الدول وسلاطين الجور المحيطين بجميع أقسام السحر وأنحائه ومراتبه ، إلَّا هذا القسم الذي اتّفقت آراؤهم على استحالته وامتناعه عقلا ونقلا وعادة . وأمّا من العقل فلضرورة العقل على قبح إجراء المعجزة على يد الكذبة ، وإقدار السحرة على خوارق العادة وكشف المغيبات ، المبطل للمعجزات بإبداء الاحتمال المبطل للاستدلال . * قوله : « أو بتمزيج القوى السماويّة بالقوّة الأرضيّة ، وهي الطلسمات » . * أقول : تمزيج القوّتين بغير الآلات المعدّة له والأسباب الخفيّة له محال . وبها عبارة عن مثل اكتساب حرارة الشمس بالزجاجة المحرقة لما قابلها ، وضياء الشمس والقمر بالآلات المضيئة في الظلماء ونحوه ، ممّا تداول عند الكفرة . وعلى كلّ تقدير فلا ربط لها بالطلسمات ، لأنّ الطلسمات تمزيج حروف مقطَّعة عند شرف الشمس ونحوه ، يدّعون أنّها الاسم الأعظم ، كسائر الأكاذيب المجعولة في تأثير جلّ الختوم والياسين المغربي وسائر الطلسمات والمربّعات والمركَّبات . * قوله : « السابع تعليق القلب ، وهو أن يدّعي الساحر أنّه يعرف علم الكيمياء وعلم السيمياء والاسم الأعظم حتى يميل إليه العوام ، وليس له أصل » . * أقول : وليت شعري إذا لم يكن لدعوى علوم الكيمياء والسيمياء والاسم الأعظم أصل مع إمكانها العقلي بل العادي ، فكيف بدعوى علم الغيب وتسخير الجنّ والأرواح والكواكب والملائكة من المحالات العقليّة والنقليّة والعاديّة بالضرورة والأدلَّة الأربعة ؟ ! * قوله : « وأمّا غير تلك الأربعة ، فإن كان ممّا يضرّ بالنفس المحترمة فلا إشكال أيضا في حرمته » . ) * * أقول : فيه أنّه إن كان المدار في المسألة على الجمود بظواهر الفتاوى