responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعليقة على المكاسب نویسنده : السيد عبد الحسين اللاري    جلد : 1  صفحه : 144


والإذلال ، بمجرّد ما شاهدوا في القبال من حقيقة الإبطال ، ولم يجوّزوا الاحتمال المبطل للاستدلال . وكيف يمكن استكشاف الغيب بالسحر واستخدام الجنّ ، وقد نفاه الله تعالى عنهم بقوله * ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ) * [1] وقوله تعالى * ( فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِه أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) * [2] ؟ ! ومن السنّة ما يأتي عن الاحتجاج في آخر سؤال الزنديق عن الصادق عليه السّلام « أفيقدر الساحر على أن يجعل الإنسان بسحره في صورة كلب أو حمار أو غير ذلك ؟ من جوابه عليه السّلام : « هو أعجز من ذلك وأضعف من أن يغيّر خلق الله » [3] الحديث .
ومن الإجماع ما يظهر للخبير البصير من اتّفاقهم على عجز الساحر وإن بلغ ما بلغ ، من تسخير ذبابة أو بقّة أو نملة أو قملة أو فأرة ولو اجتمعوا له ، وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ، فكيف بتسخير حيّة أو عقرب أو كلب أو سبع ، فضلا عن تسخير الجنّ والكواكب ؟ ! مضافا إلى أنّ هذا القسم من السحر لو كان لبان بأكثر بيان من سائر أقسامه المبيّنة في أزماننا ، من خواصّ تركيب الأدوية الغريبة ، والآلات العجيبة المستحدثة للتعيل [4] والساعة والمارتين والطوب ، والمراكب الناريّة ، وعكس الأشكال والأفعال والأقوال ، وسائر فنون الخيال وعجائب الأحوال ، لأنّ توفّر الدواعي على التسخير أشدّ وفوائده



[1] سبأ : 14 .
[2] الجن : 26 و 27 .
[3] الاحتجاج : 340 .
[4] كذا في النسخة الخطَّية ، ولعلَّه اسم آلة كانت آن ذاك . كما وأنّ المراد بعكس الأشكال والأفعال والأقوال : آلة التصوير والسينما والتسجيل . والطوب هي المدفع من الأسلحة ، ويقال لها بالفارسيّة : توپ . والمارتين أظنّها اسما لنوع من الأسلحة كالبندقيّة الرّشاشة . والمراكب الناريّة هي السفن البخاريّة .

144

نام کتاب : التعليقة على المكاسب نویسنده : السيد عبد الحسين اللاري    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست