آيات الساعة » [1] . وفي البحار لمّا نقل تفصيل الفلاسفة في حصر سبب الكسوف في حيلولة القمر بين الشمس والأبصار ، وسبب الخسوف في حيلولة الأرض ، أجاب بوجوه : منها : أن هذه مقدّمات حدسيّة ظنية معارضة بالمثل ، وإمكان أن تكون هذه الاختلافات لجهة أخرى ، كما قال ابن هيثم في اختلاف تشكَّلات القمر : يجوز أن يكون ذلك لأن القمر كرة مضيئة نصفها دون نصف ، وأنها تدور على مركز نفسها بحركة متساوية بحركة فلكها ، فإذا كان نصفه المضيء إلينا فبدر ، أو المظلم فمحاق ، وفيما بينهما يختلف بقدر ما تراه . ومنها : إمكان أن يكون الفاعل المختار يحدث فيه نورا بحسب إرادته في بعض الأحيان دون بعض . ومنها : إمكان أن يكون عند حدوث تلك الأسباب يقع المرور على البحر أيضا ، ويكون له أيضا مدخل في ذلك ، وامتناع الخرق والالتئام على الأفلاك ، وعدم جواز الحركة المستقيمة فيها ، وامتناع اختلاف حركاتها ، وأمثال ذلك لم يثبتوها إلَّا بشبهات واهية وخرافات فاسدة لا يخفى وهنا . مع أن القول بها يوجب نفي كثير من ضروريّات الدين ، المعراج ونزول الملائكة ، والأنبياء وعروجهم ، وخرق السماوات وطيّها ، وانتشار الكواكب وانكسافها ، في القيامة وفي الدنيا ، إلى غير ذلك ممّا صرّح به في القرآن والأخبار المتواترة [2] . * قوله : « وإن كان يقع الاختلاف . . إلى تفاوت يسير » . * أقول : إذا كان محلّ الكلام في الاعتماد على قولهم إنما هو في محلّ
[1] من لا يحضره الفقيه 1 : 341 ذيل ح 1 . [2] البحار 58 : 151 .