النصوص بالمنع عن التظنّي والحساب بقوله عليه السّلام : « صم للرؤية وأفطر للرؤية » [1] ولله درّة من ضابط كلَّي . وهكذا في خصوص الحركة والمسافرة ورد المنع من الاعتماد بقول المنجّم ، كما لا يخفى على من راجع نصوص الباب [2] . وأمّا تكذيبهم بدلالة التعريض والالتزام فبوجوه : منها : ما نراه بالحسّ والوجدان من اختلاف رؤية الهلال في النقص والكمال ، بواسطة اختلاف كيفيّة سيره من حيث السرعة والبطء ، ولازمة اختلال الحساب في جميع الأبواب من حيث التسبيب والأسباب ، لأن أوضاع النجوم وأحكامها مبنيّة على إدراك كنه مقادير حركات النيّرين وأحوالها ، من حيث الكيفيّة والكميّة والانفراد والاجتماع والافتراق والتركيب مع أحوال سائر الكواكب ، ومن المحسوس المعلوم عدم إدراك غير المعصوم على كنه حقيقة مقادير سيرها وأحوالها . مع أن المحسوس لنا من مقادير سيرها وأحوالها وصفاتها بآلات الرصد والزيج إنما هو على قدر حسّنا القاصر الفاتر في الظاهر ، لا على قدر ما هي عليها في الواقع للحاضر الناظر . بل لم يبلغ المحسوس الظاهر بالنسبة إلى الواقع من أحوالها إلَّا بمقدار النم [3] من أليم . ألا ترى انّ حرارة الشمس المحسوسة لنا في الأرض من علو السماء الرابعة أعظم من حرارة النار بما لا يحصيه إلَّا علَّام الغيوب ، فكيف يحيط به غيره ؟ ! وهكذا مقدار سير فلك الأفلاك لا يحيط به إلَّا خالق الأفلاك . بل ويضاف إلى الجهل والعجز عن إدراك كنه مقادير أحوالها المفردة الجهل والعجز عن أحوالها المركَّبة ، من الاجتماع والاقتران والاتّصال ، وسائر الأوضاع
[1] الوسائل 7 : 182 باب « 3 » من أبواب أحكام شهر رمضان . [2] الوسائل 8 : 268 ب « 14 » من أبواب آداب السفر إلى الحج وغيره . [3] كلمة فارسيّة تعطي معنى : القطرة . واليمّ : البحر .