إسم الكتاب : التعليقة على المكاسب ( عدد الصفحات : 535)
بحيث يكون الاعتماد على كلّ منها ترجيحا بلا مرجّح ، وإن كان الاختلاف يسيرا وقليلا . ومنها : ما شاهدنا من أول عمرنا إلى الحين من إخبار المنجّمين المخصوصين بكلّ من السلاطين ، بأن الحركات الفلكيّة في هذه السنة تدلّ على الصحّة والسلامة ، والقوّة والعافية ، والإقبال والغلبة لكلّ من السلاطين وعساكرهم وممالكهم ، ومع ذلك كثيرا ما يتّفق العكس والضدّ ، وخوارق العادات وحدوث الحوادث العظيمة ، من الطاعون والوباء ، والقحط والغلاء ، والشدائد والغناء ، والموت والعناء ، والكرب والبلاء ، إلى ما لا يعدّ ولا يحصى ، من اتّفاق أكل الناس بعضهم بعضا ، وبلوغ الموت في الناس إلى حدّ الفناء . حتى شاهدنا هلاك كثير من الدول والسلاطين ، وملوك الأرضين ، واستخلاف آخرين ، على عكس إخبار المنجّمين لهم بالغلب والتمكين ، والأمن والتأمين ، والإقبال والتسكين . حتى إنّي سمعت علَّامة أساتيدنا الأعلام - مع كمال مهارته وتبحره في علم النجوم - كان يخطَّئهم ، حاكيا عن السيّد الجزائري أن ديدن علماء العصر أنهم إذا أرادوا الحسنى من الشروع في شيء أو سفر سألوا المنجّمين في ذلك ، فكلَّما أخبر المنجّمون به خالفوهم فيه ، فرأوا الحسنى والظفر فيه لا زال . ومنها : أن قول المنجّمين في كلّ واقعة وحكم معارض ومرجوح بتكذيب المخبر الصادق بالعموم والخصوص ، والكلَّية والجزئيّة ، والالتزام والملازمة . أما تكذيبهم بالعموم والكلَّية ففي مثل قوله صلى الله عليه وآله : « من صدّق المنجّم فقد كذّب القرآن والرسول » [1] . وأمّا بالخصوص والجزئيّة ، ففي خصوص هلال الصوم والعيدين ورد
[1] الوسائل 12 : 104 ب « 24 » من أبواب ما يكتسب به ح 11 ، نقلا بالمعنى .